وهذا النوع معرّف قبل الغلبة بالإضافة و «أل» ، ثمّ غلبت عليه الشّهرة ، فصار علما ، وألغي التّعريف السّابق.
وإنّما ذكر النّاظم المضاف في هذا الفصل ، وليس من الباب ، لاشتراكه في الغلبة مع ذي الأداة.
وفهم من قوله : «وقد يصير علما» أنّ العلمية طرأت عليه ، وأنّ التّعريف بالإضافة والأداة سابق للعلمية.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وحذف أل ذي إن تناد أو تضف |
|
أوجب وفي غيرهما قد تنحذف |
يعني : أنّ «أل» الّتي للغلبة إن نودي ما هي فيه ، أو أضيف إلى ما بعده ـ وجب حذفها ، فمثال المنادى : «يا أعشى» ، ومثال / المضاف : «يا أعشى (١) باهلة» (٢) ـ بموحّدة ـ : قبيلة من قيس عيلان ـ بعين مهملة (٣) ـ.
وقوله : «وفي غيرهما قد تنحذف» يعني : أنّ «أل» المذكورة تحذف في غير النّداء والإضافة ، وفهم من قوله : «قد» (٤) قلّة ذلك ، ومن حذفها في غيرهما قولهم : «هذا يوم اثنين مباركا فيه» ، حكاه سيبويه (٥).
__________________
بعد استيلائه على سجستان ، فوقع أسيرا فقدم إلى الحجاج فأمر بضرب عنقه سنة ٨٣ ه ، وأخباره كثيرة.
انظر ترجمته في الأغاني : ٥ / ١٣٨ ، المؤتلف والمختلف : ١٤ ، الأعلام : ٣ / ٣١٢.
(١) في الأصل : يا ساقطة. انظر التصريح : ١ / ١٥٤.
(٢) هو عامر بن الحارث بن رياح الباهلي من همدان ، شاعر جاهلي ، يكنى أبا قحطان ، أشهر شعر له رائية في رثاء أخيه لأمه المنتشر بن وهب ، أوردها البغدادي في الخزانة.
انظر ترجمته في الأعلام : ٣ / ٢٥٠ ، الخزانة : ١ / ١٨٧ ، سمط اللآلئ : ٧٥ ، المؤتلف والمختلف : ١٤.
(٣) من العدنانية ، وهم بنو سعد مناة بن مالك بن أعسر ، واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان ، وكانوا يقطنون باليمامة. وباهلة : أم سعد مناة ، عرفوا بها ، وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج.
انظر معجم قبائل العرب : ١ / ٦٠ ، صبح الأعشى : ١ / ٣٤٣ ، نهاية الأرب للقلقشندي : ١٧٠.
(٤) في الأصل : وقد. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٢.
(٥) أصله : «يوم الإثنين» وهو من إضافة المسمى إلى الاسم.
انظر الكتاب : ٢ / ٤٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٤ ، شرح الرضي : ٢ / ١٣٦ ، شرح المرادي : ١ / ٢٦٧ ، شرح دحلان : ٣٩ ، شرح ابن الناظم : ١٠٤ ، حاشية الصبان : ١ / ١٨٦.