ولم يذكر النّاظم مسوّغ الإخبار بالنكرة غير المفيدة ومن ذلك : التّسويغ بالنّعت ، نحو قوله تعالى : (بَلْ)(١) أَنْتُمْ قَوْمٌ (٢) تُفْتَنُونَ [النمل : ٤٧] ، ذكره (٣) ابن (٤) هشام (٥).
ثمّ قال :
والأصل في الأخبار أن تؤخّرا |
|
وجوّزوا التّقديم إذ لا ضررا / |
إنّما كان الأصل في الخبر أن يتأخّر عن المبتدأ ، لأنّه وصف (له) (٦) في المعنى ، وحقّ الوصف أن يكون متأخرا عن الموصوف ، والخبر بالنسبة إلى تقديمه على المبتدأ وتأخيره عنه على ثلاثة أقسام :
الأوّل : جواز تقديمه (٧) ، وهو المشار إليه بقوله : «وجوّزوا التّقديم».
وقوله : «إذ لا ضررا» أي : إن لم يعرض عارض يمنع من تقديمه ـ كما سيأتي ـ.
__________________
وقال المبرد : إنّه خبر مراد به الدعاء كأنهم قالوا : جعل الله في حجر أمتا. وقال ابن سيده : رفعوه وإن كان فيه معنى الدعاء لأنّه ليس بجار على الفعل ، وصار كقولك : التراب له ، وحسن الابتداء بالنكرة لأنه في قوة الدعاء.
انظر الكتاب مع هامش السيرافي عليه : ١ / ١٦٦ ، اللسان : ١ / ١٢٤ (أمت) ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ١٨٦ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٧ ، شرح ابن باديس (٨٨ / أ) ، شرح الرضي : ١ / ٩٩ ، تاج العروس : ١ / ٥٢٢ (أمت) ، التوطئة للشلوبين : ٢١٧ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٨٢.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٧٠.
(٢) في الأصل : تقوم. انظر التصريح : ١ / ١٧٠.
(٣) في الأصل : ذكر. انظر التصريح : ١ / ١٧٠.
(٤) في الأصل : ابن. مكرر.
(٥) انظر شرح قصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد) لابن هشام : ١٢٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٧٠.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٨٢.
(٧) سواء كان الخبر مفردا أم جملة ، وهذا مذهب البصريين ، وذهب الكوفيون إلى منع تقديمه مفردا كان أو جملة ، نحو «قائم زيد» ، و «أبوه قائم زيد» ، إلا في نحو «في داره زيد» ، وذلك لأنه يؤدي إلى تقديم ضمير الاسم على ظاهره ، وإنّما جاز في نحو «في داره زيد» ، لأن الضمير غير معتمد عليه ، ألا ترى أن المقصود : في الدار زيد ، وحصل هذا الضمير بالعرض.
انظر : الإنصاف (مسألة : ٩) : ١ / ٦٥ ، شرح الرضي : ١ / ٩٤ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ١٩٠ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٩٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٥١ ، شرح المرادي : ١ / ٢٨٢ ، الهمع : ٢ / ٣٧.