ومن تقديم الخبر على المبتدأ (١) جوازا قولهم : «تميميّ أنا» (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فامنعه حين يستوي الجزآن |
|
عرفا ونكرا عادمي بيان |
كذا إذا ما الفعل كان الخبرا (٣) |
|
أو قصد استعماله منحصرا |
أو كان مسندا لذي لام ابتدا (٤) |
|
أو لازم الصّدر كمن لي منجدا |
هذا هو القسم الثّاني من أقسام الخبر ، وهو ما يجب تأخيره ، وذلك في خمسة مواضع :
الأوّل : أن يستوي المبتدأ والخبر في التعريف والتنكير وهو المشار إليه بقوله :
فامنعه حين يستوي الجزآن |
|
عرفا ونكرا ... |
فمثال استوائهما في التّعريف : «زيد أخوك» ، ومثال استوائهما في التّنكير : «أفضل منّي أفضل منك».
وقوله : «عادمي بيان» ، يعني : أنّه لا يمتنع تقديم الخبر على المبتدأ إذا كانا متساويين في التعريف والتنكير ، إلّا مع عدم البيان كالمثالين المذكورين.
وفهم منه أنّه إذا كان في الكلام ما يبيّن المبتدأ من الخبر جاز تقديم الخبر على المبتدأ ، وذلك بأن يكون هناك قرينة لفظية أو معنوية :
فالأوّل : نحو «رجل صالح حاضر» ، فإنّ القرينة اللفظية ـ وهي الصّفة ـ قاضية على النكرة الموصوفة بالابتدائية (٥) ، تقدّمت أو تأخّرت.
__________________
(١) في الأصل : المبتدأ على الخبر. انظر شرح المكودي : ١ / ٨٢.
(٢) هذا مثال لتقديم الخبر مفردا ، والأصل : «أنا تميميّ» ، ونحو ذلك قوله : «مشنوء من يشنؤك». ومثال تقديم الخبر جملة قوله :
إلى ملك ما أمّه من محارب |
|
أبوه ولا كانت كليب تصاهره |
تقديره : أبوه ما أمه من محارب.
انظر شرح المكودي : ١ / ٨٢ ، الكتاب : ١ / ٢٧٨ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ١٩٠ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٩٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٥٠ ، الهمع : ٢ / ٣٧ ـ ٣٨.
(٣) في الأصل : خبرا. انظر الألفية : ٣٥.
(٤) في الأصل : الابتدا. انظر الألفية : ٣٥.
(٥) في الأصل : بابتدائية. انظر التصريح : ١ / ١٧٣.