ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونحو عندي درهم ولي وطر |
|
ملتزم فيه تقدّم الخبر |
كذا إذا عاد عليه مضمر |
|
ممّا به عنه مبينا يخبر |
كذا إذا يستوجب التّصديرا |
|
كأين من علمته نصيرا |
وخبر المحصور قدّم أبدا |
|
كما لنا إلّا اتّباع أحمدا |
هذا هو القسم الثّالث من أقسام الخبر ، وهو ما يجب تقديمه ، وذلك في أربعة مواضع / :
الأوّل : أن يكون ظرفا أو مجرورا ، مع كون المبتدأ نكرة ، وهو المشار إليه بقوله :
ونحو عندي درهم ولي وطر |
|
ملتزم فيه تقدّم الخبر |
الثّاني : أن يعود على الخبر (١) ضمير من المبتدأ ، وهو المشار إليه بقوله :
كذا إذا عاد عليه مضمر |
|
ممّا به عنه مبينا يخبر |
أي : كذلك يلزم تقديم الخبر إذا عاد عليه مضمر من مبتدأ ، وهذا على حذف مضاف ، أي : على ملابسه ، والتقدير : كذلك يلزم تقديم الخبر إذا عاد على ملابسه ضمير من المبتدأ الذي يخبر بالخبر عنه ، نحو «على التّمرة مثلها زبدا» (٢) ، فلا يجوز «مثلها على التّمرة» ، لئلّا يعود الضمير من «مثلها» على (٣) «التّمرة» ، وهو متأخّر لفظا ورتبة.
الثّالث : أن يكون الخبر من ذوات (٤) الصّدور ، وهو المشار إليه بقوله :
كذا إذا يستوجب التّصديرا |
|
كأين من علمته نصيرا |
يعني : أنّه يلزم تقديمه إذا كان صدرا ، مثل قولك : «أين من علمته
__________________
(١) في الأصل : الضمير. انظر شرح المكودي : ١ / ٨٣.
(٢) قوله : «على التمرة» خبر مقدم عن «مثلها» ، و «زبدا» تمييز لـ «مثل» ، أو حال منه ، ويجوز رفعه بيانا أو بدلا من «مثل» ، أو هو المبتدأ و «مثلها» حال منه وإن كان نكرة ، لتقدمها عليه.
انظر شرح المكودي : ١ / ٨٤ ، الأشموني مع الصبان : ١ / ٢١٣ ، ابن عقيل مع الخضري : ١ / ١٠٤ ، شرح دحلان : ٤٥ ، شرح الرضي : ١ / ٩٨ ، شرح الفريد : ٣٤٤ ، الاستغناء في أحكام الاستثناء : ١١٢ ، ١٥٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٨١.
(٣) في الأصل : على. مكرر.
(٤) في الأصل : أدوات. انظر شرح المكودي : ١ / ٨٤.