وفهم من قوله : «اشتهر» أنّ حذفها مع اسمها في غير ما ذكر قليل ، ومنه ما أنشده (١) سيبويه من قول الرّبيع :
٤٠ ـ من لد شولا فإلى إتلائها
أي : من لدن أن كانت شولا.
ثمّ أشار إلى الثّالث بقوله / :
وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب
يعني : أنّ «كان» تحذف (بعد) (٣) «أن» المصدريّة ، ويعوّض عنها «ما».
وفهم من قوله : «تعويض ما عنها» أنّها لا يحذف اسمها معها.
ثمّ مثّل ذلك بقوله : «أمّا أنت برّا فاقترب» ، والتّقدير : اقترب لأن كنت برّأ ، فحذفت «كان» وعوّض عنها «ما» فانفصل الضّمير الذي كان متّصلا بها ، وحذفت لام الجرّ ، لأنّ حذفها مع «أن» مطّرد ، فـ «أنت» في قوله : «أمّا (٤) أنت» اسم «كان» المحذوفة ، و «برّا» خبرها (٥).
__________________
(١) في الأصل : ما أنشد. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٣.
٤٠ ـ من الرجز ، انفرد المؤلف من المصادر التي رجعت إليها بنسبته للربيع ، ولم أعرف أي ربيع يقصد ، وفي الخزانة : «وهو من الشواهد الخمسين التي لا يعرف قائلها ولا تتمتها. والله أعلم». وهذا تقوله العرب فيما بينهم مثل المثل. لد : لغة في «لدن». الشول : جمع شائلة على غير قياس ، والقياس : شوائل ، وهي الناقة التي جف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية. إتلائها : مصدر أتلت الناقة إذا تبعها ولدها. والشاهد في قوله : «من لد شولا» حيث حذف «كان» مع اسمها بعد «لد» ، وهو قليل ، لأن «كان» تحذف كثيرا بعد «أن ولو» وحذفها بعد غيرهما قليل.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٤ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٥١ ، الكتاب : ١ / ١٣٤ ، شواهد ابن النحاس : ١٢٤ ، شواهد الأعلم : ١ / ٣٤ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٢٢٢ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٠١ ، ٨ / ٣٥ ، الخزانة : ٤ / ٢٤ ، مغني اللبيب (رقم) : ٧٨١ ، الهمع (رقم) : ٤١١ ، الدرر اللوامع : ١ / ٩١ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٤٣ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١١٧ ، شواهد العدوي : ٥٤ ، شرح ابن الناظم : ١٤٢ ، شواهد الجرجاوي : ٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٠٩ ، شواهد المغني : ٢ / ٨٣٦ ، سر الصناعة : ٢ / ٥٤٦ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٩٣ ، الجامع الصغير : ٥٦ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٣٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٩٩ ، ٢٦٦.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٣.
(٣) في الأصل : ما. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٤.
(٤) انظر شرح المكودي : ١ / ٩٣ ، شرح الهواري : (٤٨ / ب) ، إعراب الألفية : ٣١.