ثمّ قال رحمهالله تعالى :
في (١) النّكرات أعملت كليس لا |
|
وقد تلي لات وإن ذا العملا |
يعني : أنّ «لا» النّافية تعمل عمل «ليس» قليلا ، فترفع الاسم ، وتنصب الخبر ، وهو لغة الحجازيّين ، وإليه ذهب سيبويه ، وطائفة من البصريين (٢) ، ومنعه الأخفش والمبرّد (٣).
وعلى الإعمال يشترط له الشروط السّابقة في عمل «ما» ما عدا الشّرط الأول ، وهو أن لا يقترن اسمها بـ «إن» الزّائدة.
و (يشترط) (٤) أن يكون معمولاها نكرتين ، نحو «لا أحد أفضل منك» (٥).
__________________
ويروى أيضا :
ألا ليس ذو عيش لذيذ بدائم
اقلولى : ارتفع. أقردت : سكنت. والشاهد في قوله : «بدائم» حيث دخلت الباء الزائدة في «خبر ليت» وهو نادر.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٢ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ١٣٥ ، ١٤٩ ، المنصف : ٣ / ٦٧ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٢٦٧ ، مغني اللبيب (رقم) : ٦٥٢ ، الهمع (رقم) : ٤٥١ ، ١٣٥٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٠١ ، ٢ / ٩٢ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥١ ، ٢٥٢ ، جواهر الأدب : ٤٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٤٣٨ ، التنبيهات لعلي بن حمزة : ٢٤٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١١٥ ، ١١٦ ، الأزهية : ٢١٠ ، اللسان (قرد ، قلا) ، الجنى الداني : ٥٥.
(١) في الأصل : وفي. انظر الألفية : ٤٣.
(٢) قيل : والجمهور. انظر الكتاب : ١ / ٢٨ ، ٣٥٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٤٤٠ ، الهمع : ٢ / ١١٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٩ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١٠٩ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٤.
(٣) وعليه فالمرفوع الذي يليها مبتدأ حذف خبره ، والمنصوب الذي يليها مفعول لفعل محذوف تقديره : أرى ـ مثلا ـ. ووافقهما الرضي في شرح الكافية.
انظر شرح الرضي : ١ / ١١٢ ، شرح الفريد : ٢٦١ ، شرح المرادي : ١ / ٣١٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٩ ، شرح الأشموني مع الصبان : ١ / ٢٥٥ ، الهمع : ٢ / ١١٩ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١٠٩ ، وفي المقتضب (٤ / ٣٨٢) جاء مذهب المبرد كمذهب سيبويه ، حيث قال : «وقد تجعل «لا» بمنزلة «ليس» لاجتماعهما في المعنى ، ولا تعمل إلا في النكرة فتقول : «لا رجل أفضل منك». انتهى. وذهب بعضهم إلى أن «لا» أجريت مجرى «ليس» في رفع الاسم خاصة ، لا في نصب الخبر ، وهو مذهب الزجاج ، قال : وهي مع اسمها في موضع رفع على الابتداء. انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ١١٠ ، مغني اللبيب : ٣١٥ ، الجنى الداني : ٢٩٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٩٩.
(٥) وذهب الكوفيون وابن جني وابن الشجري إلى إجازة أعمالها في المعارف ، محتجين بقول النابغة الجعدي :
وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا |
|
سواها ولا في حبّها متراخيا |