والغالب أن يكون خبرها محذوفا ، حتّى قيل بلزومه (١) ، والصّحيح جواز ذكره ـ كما مثّلنا (٢) ـ.
وقوله :
وقد تلي (٣) لات وإن ذا العملا
يعني : أنّ «لات» و «إن» النّافية مثل «ليس» يرفعان الاسم ، وينصبان الخبر.
وفهم من قوله : «وقد تلي (٤) لات» أنّ (٥) ذلك قليل ، وفهم من إطلاقه أنّهما لا يختصّان بالعمل في النّكرة ، كـ «لا».
فـ «لات» مركّبة من (لا) (٦) النّافية ، وتاء التّأنيث (٧) ، أو المبالغة (٨) ، أو لهما (٩).
__________________
قال ابن مالك : «ويمكن عندي أن يجعل «أنا» ـ في البيت ـ مرفوع فعل مضمر ناصب «باغيا» على الحال ، تقديره : لا أرى باغيا ، فلمّا أضمر الفعل برز الضمير وانفصل. ويجوز أن يجعل «أنا» مبتدأ ، والفعل المقدر بعده خبرا ناصبا «باغيا» على الحال ، ويكون هذا من باب الاستغناء بالمعمول عن العامل ، لدلالته عليه ، ونظائره كثيرة ، منها قولهم : «حكمك مسمطا» أي : حكمك لك مسمطا أي : مثبتا ، فجعل «مسمطا» ـ وهو حال ـ مغنيا عن عامله ، مع كونه غير فعل ، فأن يعامل «باغيا» بذلك ، وعامله فعل ـ أحق وأولى». انتهى.
انظر الهمع : ٢ / ١٢٠ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٢٨٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٤٤١ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٣ ، الجنى الداني : ٢٩٣ ، مغني اللبيب : ٣١٦ ، شرح المرادي : ١ / ٣١٩ ، جواهر الأدب : ٣٠٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١١٠.
(١) كقول سعيد بن مالك :
من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح |
ف «براح» اسم «لا» وخبرها محذوف ، أي : لا براح لي.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٩ ، أوضح المسالك : ٥٢ ، الأشباه والنظائر للسيوطي : ٤ / ١٩٤ ، مغني اللبيب : ٣١٥ ، ٨٢٦ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٤.
(٢) وكقوله :
تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا |
|
ولا وزر ممّا قضى الله واقيا |
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٩ ، أوضح المسالك : ٥٢ ، مغني اللبيب : ٣١٥ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٣.
(٣) في الأصل : يلي. انظر الألفية : ٤٣.
(٤) في الأصل : يلي. انظر الألفية : ٤٣. وفي الأصل أيضا : وقد يلي. مكرر.
(٥) وفي الأصل : وإن أن. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٦.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٢.
(٧) كما في «ثمت» و «ربت» ، وإنّما حركت لالتقاء الساكنين. هذا عند الجمهور. وقال أبو