وعملها (١) إجماع من العرب ، وفيه خلاف عند النّحاة :
فذهب الأخفش في أحد قوليه : أنّها لا تعمل شيئا (٢).
ومذهب / الجمهور (٣) : (أنّها تعمل) (٤) العمل المذكور ، لكن بشرطين ـ وسيأتيان ـ.
و «إن» إعمالها نادر عند ابن مالك (٥) ، وهو لغة أهل العالية (٦) ـ بالعين
__________________
عبيدة وابن الطراوة : «لات» كلمة وبعض كلمة ، وذلك أنّها «لا» النافية والتاء زائدة في أول الحين ، كقوله :
العاطفون تحين ما من عاطف
أي : حين ما من عاطف. وقيل : كلمة واحدة ، وهي فعل ماض ، ثم اختلف هؤلاء على قولين : أحدهما : أنّها في الأصل بمعنى : نقص ، من قوله تعالى : (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) فإنّه يقال : لات يليت ، كما يقال : ألت يألت ، قاله أبو ذر الخشني. والثاني : أنّ أصلها «ليس» بكسر الياء ، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء ، وهو قول ابن أبي الربيع.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٠ ، مغني اللبيب : ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، شرح المرادي : ١ / ٣٢٠ ، الجنى الداني : ٤٨٥ ، ٤٨٦ ، الهمع : ٢ / ١٢١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١١١ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٩٦ ، شرح الرضي : ١ / ٢٧١ ، شرح الفريد : ٢٥٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٢٢.
أي : زيدت التاء للمبالغة في معنى النفي. انظر شرح الرضي : ١ / ٢٧١ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٩٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٠.
قال يس : فيه نظر ، لأنّه يلزم حينئذ اجتماع وصفين متناقضين وضعا ، لأنّ تاء التأنيث ساكنة وضعا ، وحركت هنا لالتقاء الساكنين ، وتاء المبالغة متحركة وصفا. انظر حاشية يس مع التصريح : ١ / ٢٠٠ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٩٦.
(١) في الأصل : وعملهما. انظر التصريح : ١ / ٢٠٠.
(٢) وإن وليها مرفوع فمبتدأ حذف خبره ، أو منصوب فمفعول لفعل محذوف ، ونسب هذا الرأي للسيرافي أيضا. وقول الأخفش الثاني : إنّها تعمل عمل «إن» فتنصب الاسم وترفع الخبر.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١١١ ، الهمع : ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٥ ، الجني الداني : ٤٨٦ ، شرح الرضي : ١ / ٢٧١.
(٣) وإليه ذهب سيبويه. انظر الكتاب : ١ / ٢٨ ، مغني اللبيب : ٣٣٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٠ ، شرح المرادي : ١ / ٣٢٠ ، الجنى الداني : ٤٨٨ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٤ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٢ ، الهمع : ٢ / ١٢٢ ، شرح الرضي : ١ / ٢٧١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٠٠.
(٥) قال ابن مالك في التسهيل (٥٧) : «وتلحق بها ـ أي «بما» العاملة عمل «ليس» ـ «إنّ» النافية قليلا». وفي إعمال «إنّ» خلاف : فذهب إلى إعمالها الكسائي وأكثر الكوفيين وابن