واستعملوا مضارعا لأوشكا |
|
وكاد لا غير وزادوا موشكا |
أفعال هذا الباب كلّها لا تتصرّف ، بل تلزم لفظ الماضي ـ كما نطق به النّاظم ـ إلّا «كاد» و «أوشك».
أما «كاد» فيستعمل منها المضارع نحو قوله تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) [النور : ٣٥].
وأما «أوشك» فيستعمل منها المضارع أيضا كقوله :
٥٠ ـ يوشك من فرّ من منيّته (٢) |
|
في بعض غرّاته يوافقها (٣) |
وهو أكثر استعمالا من ماضيها.
وعلى هذين الاثنين اقتصر النّاظم (٤) ، وزاد غيره «طفق ، يطفق» ، كـ «ضرب يضرب» ، وبالعكس كـ «علم يعلم» ، و «جعل يجعل» ، و «كرب يكرب» ، كـ «نصر ينصر» ، و «عسى يعسو» (٥).
ويستعمل اسم فاعل لـ «أوشك» ، وإليه أشار بقوله : «وزادوا موشكا» / ، ومنه قوله :
__________________
٥٠ ـ من المنسرح لأمية بن أبي الصلت من قصيدة له في ديوانه (٤٢) ، وقد تقدم الكلام عليه ص ٢٣٤ ، من هذا الكتاب. والشاهد في قوله : «يوشك» حيث استعمل المضارع من «أوشك» وهو كثير.
(١) في الأصل : منية. انظر المراجع المتقدمة في البيت الشاهد.
(٢) في الأصل : يوافقا. انظر المراجع المتقدمة في البيت الشاهد.
(٣) قال ابن مالك في شرح الكافية (١ / ٤٥٩) : «وأفعال هذا الباب كلها ملازمة للفظ الماضي إلا «كاد» و «أوشك» فإنّهما استعملا بلفظ الماضي والمضارع كثيرا».
وانظر التسهيل : ٦٠ ، الهمع : ٢ / ١٣٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٠٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، شرح الهواري : (٥٢ / أ).
(٤) فحكى مضارع «طفق» الأخفش والجوهري ، وحكى مضارع «جعل» الكسائي ، حكى : «إنّ البعير ليهرم حتّى يجعل إذا شرب الماء مجّه» ، وحكى مضارع «عسى» ابن الأنباري والجرجاني.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٨ ، شرح المرادي : ١ / ٣٣١ ، الهمع : ٢ / ١٣٦ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٦٥ ، التسهيل : ٦٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٢٧ ، الصحاح للجوهري : ٤ / ١٥١٧ (طفق) ، اللسان : ٤ / ٢٦٨١ (طفق) ، شرح الرضي : ٢ / ٣٠٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٢٦.