وأخوات «إنّ» ـ بكسر الهمزة ـ «أنّ» ـ بفتحها ـ وهما لتوكيد النّسبة بين الجزأين (١) ، و «لكنّ» للاستدراك (٢) والتّوكيد (٣) ، فالأوّل : «زيد شجاع / ، لكنّه بخيل» ، والثّاني نحو «لو جاءني زيد أكرمته ، لكنّه لم يجئ» ، و «كأنّ» ـ بتشديد النّون ـ للتشبيه نحو «كأنّ زيدا (٤) أسد» (٥) ، و «ليت» للتّمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه (أو ما فيه) (٦) عسر فالأوّل : نحو «ليت الشّباب عائد» ، والثّاني : نحو قول منقطع الرّجاء (من مال يحجّ به) (٧) : «ليت لي مالا فأحجّ به» ، و «لعلّ» وهو للتوقّع (٨) ، وعبّر عنه قوم بالتّرجي في المحبوب ، نحو «لعلّ الحبيب قادم» ، والإشفاق في المكروه ، نحو «لعلّك قاتل نفسك» (٩).
__________________
(١) ونفي الشك عنها ، ونفي الإنكار لها بحسب العلم بالنسبة والتردد فيها والإنكار لها ، فإن كان المخاطب عالما بالنسبة ، فهما لمجرد توكيد النسبة ، وإذا كان مترددا فيها ، فهما لنفي الشك عنها ، وإن كان منكرا لها ، فهما لنفي الإنكار لها ، فالتوكيد لنفي الشك عنها مستحسن ، ولنفي الإنكار واجب ، ولغيرهما لا ولا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١١.
(٢) وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه من الكلام السابق. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١١.
(٣) التوكيد : قال به جماعة منهم ابن مالك والزجاجي وصاحب البسيط. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١١ ، الهمع : ٢ / ١٤٩ ، الجنى الداني : ٦١٥ ، مغني اللبيب : ٣٨٣ ، جمل الزجاجي : ٥١.
(٤) في الأصل : زيد. انظر التصريح : ١ / ٢١٢.
(٥) لم يثبت لها أكثر البصريين غيره ، وقال ابن مالك : هي للتشبيه المؤكد ، فإنّ الأصل «إنّ زيدا كالأسد» ، فقدمت الكاف وفتحت «إن» ، وصار الحرفان حرفا واحدا مدلولا به على التشبيه والتوكيد. ومن معانيها :
١ ـ التحقيق : وإليه ذهب الكوفيون والزجاجي.
٢ ـ الشك : وإليه ذهب الكوفيون والزجاجي أيضا ، قالوا : إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة «ظنت» ، ووافقهم ابن الطراوة وابن السيد ، قال ابن السيد : إذا كان خبرها فعلا أو جملة أو صفة فهي للظن والحسبان.
٣ ـ التقريب : وهو مذهب الكوفيين ، نحو «كأنك بالشتاء مقبل» إذ المعنى : تقريب إقبال الشتاء.
انظر الجني الداني : ٥٧٠ ـ ٥٧١ ، الهمع : ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٢ ، مغني اللبيب : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٢٩.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢١٢.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢١٢.
(٨) قال الزمخشري : «لعلّ» هي لتوقع مرجو أو مخوف ، وقد لمح فيها معنى التمني من قرأ فاطلع بالنصب ، وهي في حرف عاصم». انظر المفصل : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ٨٥ ، الجنى الداني : ٥٨١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٣ ، مغني اللبيب : ٣٧٩.
(٩) ومن معانيها :