ثمّ قال رحمهالله تعالى :
كأنّ زيدا عالم بأنّي |
|
كفؤ ولكنّ ابنه ذو ضغن |
هذه ثلاثة أمثلة لما تقدّم ، تقول في إعرابها :
«كأنّ» حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر ، و «زيدا» اسمها ، و «عالم» خبرها (١).
و «أنّ» حرف توكيد مصدريّ ينصب الاسم ويرفع الخبر ، و «الياء» الضّمير اسمها و «كفؤ» خبرها ، والكفء : المثل (٢).
و «لكنّ» حرف استدراك ينصب الاسم ويرفع الخبر ، و «ابنه» اسمها ، و «ذو ضغن» خبرها ، والضّغن : الحقد والعداوة (٣).
وزاد بعضهم (٤) في أخوات «إنّ» : «عسى» في لغة (٥) ، وهو بمعنى : «لعلّ» وشرط اسمه أن يكون ضميرا ، كقوله :
__________________
١ ـ التعليل : أثبته الكسائي والأخفش ، وحملا على ذلك ما في القرآن من نحو (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي : لتشكروا ولتهتدوا.
٢ ـ الاستفهام : قال به الكوفيون وتبعهم ابن مالك ، وجعل منه (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى).
٣ ـ نقل النحاس عن الفراء والطوال أنّ «لعل» شك ، وهذا عند البصريين خطأ.
انظر الجنى الداني : ٥٧٩ ـ ٥٨١ ، الهمع : ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٣ ، مغني اللبيب : ٣٧٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٣٠.
(١) انظر كاشف الخصاصة : ٧٥ ، وفي إعراب الألفية (٣٤) قال الأزهري : «كإنّ» الكاف جارة لقول محذوف ـ كما مرّ غير مرة ـ و «إنّ» ـ بكسر الهمزة وتشديد النون ـ حرف توكيد ونصب ، و «زيدا» اسمها ، و «عالم» خبرها ، والجملة مقولة للقول المحذوف والقول ومقوله خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك كقولك : «إنّ زيدا عالم». انتهى. وانظر شرح الهواري : (٥٣ / أ).
(٢) انظر إعراب الألفية : ٣٤ ، شرح المكودي : ١ / ١٠٢ ، اللسان : ٥ / ٣٨٩٢ (كفأ).
(٣) انظر إعراب الألفية : ٣٤ ، شرح المكودي : ١ / ١٠٢ ، اللسان : ٤ / ٢٥٩٢ (ضغن).
(٤) وهو ابن هشام في التوضيح : ٥٨ ، وانظر : الجامع الصغير لابن هشام : ٦٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٤ ، حاشية الخضري : ١ / ١٢٨ ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للزبيدي (مخطوط) : ٢٢٩ ، الرائد الخبير بموارد الجامع الصغير لفخر الدين العلوي : (٧٢ / أ ـ مخطوط) ، المشكاة الفتحية على الشمعة المضية للدمياطي : ١٩٨.
(٥) انظر حاشية الخضري : ١ / ١٢٨ ، وقال في التوضيح (٥٨) : «في لغيّة». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٤ ، المشكاة الفتحية للدمياطي : ١٩٨.