إهمالها هو الكثير كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤].
وقوله :
وتلزم اللام إذا ما تهمل
يعني : أنّها إذا خفّفت لزم خبرها اللام ، وإنّما لزمت للفرق بينها وبين «إن» النّافية ، و «أل» في «اللام» للعهد ، وهي التي تصحب / «إنّ» المشدّدة المتقدّم ذكرها (١) ، وفهم منه أنّها ليست غيرها خلافا للفارسيّ (٢).
وقوله :
وربّما استغني عنها ... |
|
... البيت |
يعني : أنه قد يستغنى عن اللام بعد «إن» المخفّفة إذا أمن اللّبس بينها (٣) وبين النافية بقرينة ، إمّا لفظيّة ، بأن يكون الخبر منفيّا نحو «إن زيدا لن يقوم» ، فيجب حينئذ ترك اللام ، كما قاله في المغني (٤) ، أو معنويّة بأن يعتمد
__________________
ابن عصفور : ١ / ٤٣٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣١ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٥٠٥ ـ ٥٠٦ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٧٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٤٩ ، ١٥٠.
(١) وهي لام الابتداء التي كانت مع المشددة لزمت للفرق بين «إن» التي هي لتأكيد النسبة وبين «إن» النافية ، وهو مذهب سيبويه والأخفشين الأوسط والصغير ، وأكثر نحاة بغداد ، وهو اختيار ابن الأخضر ، وابن عصفور ، وابن مالك.
انظر الكتاب : ١ / ٢٧٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٤٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٥٩ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٨٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٣٨ ، الهمع : ٢ / ١٨١.
(٢) وابن أبي العافية ، والشلوبين ، وابن أبي الربيع ، وابن برهان ـ أيضا ـ القائلين بأنّها غير لام الابتداء التي تجامع المشددة ، بل هي لام أخرى اجتلبت للفرق ، لأن تلك منوية التأخير من تقديم وهذه بخلافها ، إذ تدخل في الجملة الفعلية بخلاف تلك ، ولأن هذه يعمل ما قبلها فيما بعدها بخلاف تلك ، لا يقال : «إنّك قتلت لمسلما» ، ولأنّها تدخل على غير المبتدأ والخبر ومعموله من الفاعل والمفعول بخلاف تلك. وقيل : إن دخلت على الجملة الاسمية كانت لام الابتداء لزمت للفرق أو على الفعلية كانت غيرها فارقة.
انظر في ذلك المسائل المشكلة للفارسي (البغداديات) : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، شرح اللمع لابن برهان : ١ / ٦٩ ، الهمع : ٢ / ١٨١ ، شرح المكودي : ١ / ١٠٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٣٨ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٥٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٢ ، مغني اللبيب : ٣٠٦ ، ٣٠٥ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٨٨ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ١٠٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٤٩.
(٣) في الأصل : بينهما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٨.
(٤) ومنه قول الشاعر :
إن الحقّ لا يخفى على ذي بصيرة |
|
وإن هو لم يعدم خلاف معاند |
انظر مغني اللبيب : ٣٠٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣١.