٦١ ـ علموا أن يؤمّلون (٢) فجادوا |
|
... |
والقياس : «علموا أن سيؤمّلون».
وفهم من سكوته عن الجملة الاسميّة : أنّه لا يفصل بينها وبين «أن» ، كقوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ / رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس : ١٠].
وفهم من اشتراطه في الفعل الشّروط المذكورة : أنّه لا يفصل بينهما إذا كان الفعل دعاء ، كقوله عزوجل : (وَ)(٣) الْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها [النور : ٩](٤) ، أو غير متصرّف ، كقوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) [النجم : ٣٩].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وخفّفت كأنّ أيضا فنوي |
|
منصوبها وثابتا أيضا روى |
يعني : أنّ «كأنّ» تخفّف أيضا ولا تهمل ، وفهم عدم إهمالها من قوله : «فنوي منصوبها» ، فهي إذن كـ «أن» المفتوحة المخفّفة ، إلّا أنّ اسم «كأن» قد يكون منويّا ، وقد يكون ثابتا ، وفهم ذلك من قوله : «وثابتا أيضا روي» ، وفهم أيضا من كونه لم يشترط في خبرها أن يكون جملة ـ كما ذكر في («أن») (٥) ـ
__________________
٦١ ـ من الخفيف ولم أعثر على قائله ، وعجزه :
قبل أن يسألوا بأعظم سؤل
يؤملون : يرجون. جاد : تكرم. والسؤل : بمعنى المسؤول ، كما في قوله تعالى : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) أي : مسؤولك. والشاهد في قوله : «أن يؤملون» حيث وقع خبر «أن» المخففة من الثقيلة جملة فعلية فعلها غير متصرف وليس بدعاء ، ولم يفصل بينهما فاصل وهو قليل ، والكثير والقياس أن يأتي بالفاصل ، ويقول : «سيؤملون».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٣ ، شواهد الجرجاوي : ٧٩ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٠ ، المطالع السعيدة : ٢٣٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٥٠٠ ، الجامع الصغير : ٦٥ ، فتح رب البريّة : ٢ / ٣٩ ، شواهد العدوي : ١ / ٧٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٩٢ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٢٩٤ ، الهمع : ١ / ١٤٣ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٢٠ ، شرح المرادي : ١ / ٣٥٦ ، البهجة المرضية : ٥٩ ، شرح دحلان : ٥٩.
(١) في الأصل : سيؤملون. انظر المصادر المتقدمة.
(٢) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٠.
(٣) وذلك بتخفيف النون من «أن» ، وكسر الضاد وفتح الباء من «غضب» ورفع لفظ الجلالة على الفاعلية ، ورفع «الخامسة» على الابتداء ـ في قراءة نافع.
انظر حجة القراءات : ٤٩٦ ، النشر : ٢ / ٣٣٠ ، إتحاف فضلاء البشر : ٣٢٢ ، المبسوط في القراءات العشر : ٣١٧ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ١٩٣ ، إملاء ما منّ به الرحمن : ٢ / ١٥٤.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٠.