أنّ خبرها يكون جملة ، ويكون مفردا لكن إن كان جملة اسمية لم تحتج لفاصل ، وإن كانت فعليّة فصلت بـ «لم» (١) ، أو «قد».
مثال ما إذا كانت الجملة اسميّة ، ولم تحتج إلى فاصل ـ قوله :
٦٢ ـ ... |
|
كأنّ ثدياه حقّان |
ف «ثدياه حقّان» مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر «كأن» (٣) ، واسمها ضمير الشّأن محذوف ، أي : كأنه.
ومثال ما إذا كانت فعلية ، وفصلت بـ «لم» ـ قوله : (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) [يونس : ٢٤] ، أو «قد» قوله :
__________________
(١) في الأصل : الباء. ساقط. انظر التصريح : ١ / ٢٣٥.
٦٢ ـ من الهزج ، من أبيات سيبويه الخمسين التي لم يعرف لها قائل ، وصدره :
وصدر مشرق النّحر
ويروى صدره بعدة روايات هي :
وصدر مشرق اللون |
|
ونحر مشرق اللون |
ووجه مشرق اللون |
|
ووجه مشرق النّحر |
وعلى رواية «ووجه» يكون في قوله : «كان ثدياه» مضاف محذوف ، أي : كأن ثديي صاحبه ، قال العيني : قد قدرنا المضاف في رواية «ووجه» فلا محذور حينئذ ، ولكن الأولى رواية «نحر أو صدر». انتهى. ويروى : «ثدييه» بدل «ثدياه» على الإعمال في الاسم الظاهر. النحر : موضع القلادة من الصدر. المشرق : المضيء. حقان : تثنية حقة ، وهي وعاء من خشب ، وتشبيه الثديين بالحقين في الاستدارة والصغر. والاستشهاد بالبيت على أن «كأن» المخففة إذا كان خبرها جملة اسمية لم تحتج إلى فاصل.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٠ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٠٥ ، الكتاب : ١ / ٢٨١ ، اللسان (أنن) ، شواهد الأعلم : ١ / ٢٨١ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ٨٢ ، المنصف : ٣ / ١٢٨ ، الإنصاف : ١٩٧ ، شذور الذهب : ٢٨٥ ، شرح ابن الناظم : ١٨٤ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٥٩٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٥٧ ، الهمع (رقم) : ٥٣٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٢٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤١ ، شواهد الجرجاوي : ٨٠ ، الجنى الداني : ٥٧٥ ، أبيات المغني : ٥ / ١٩٧ ، معاني الأخفش : ٢ / ٣٤١ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ٣ ، التوطئة : ٢٣٨ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٩٣ ، الخزانة : ١٠ ، ٣٩٨ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٥٤ ، الإفصاح للفارقي : ٣٤٧ ، الأصول : ١ / ٢٤٦ ، فتح رب البرية : ٢ / ٤٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٥٤.
(٢) في الأصل : كاد. انظر التصريح : ١ / ٢٣٤.