٦٥ ـ لو لم / تكن غطفان لا ذنوب لها |
|
إذن للام ذوو (٢) أحسابها عمرا |
ولو كانت لنفي الوحدة عملت عمل «ليس» ، نحو «لا رجل قائما ، بل رجلان» ، وكذا إن أريد بها نفى (٣) الجنس لا على سبيل التّنصيص ، بل على سبيل الظّهور نحو «لا رجل قائما» ، ويمتنع أن يقال بعده : «بل رجلان».
وإن دخل (عليها) (٤) الخافض خفض النّكرة نحو «جئت بلا زاد» ، وشذّ «جئت بلا شيء» بالفتح (٥).
وإن كان الاسم معرفة أو منفصلا منها أهملت (٦) خلافا لأبي عثمان ، فإنّه أجاز فيها أن تعمل مع فصلها ، ولكنّه لا يبني (٧) ، ووجب عند غير المبرّد وابن
__________________
٦٥ ـ من البسيط للفرزدق في ديوانه (٢٨٣) من قصيدة له يهجو بها عمر بن هبيرة الفزاري ، وكان أميرا إذ ذاك ، ثم حبس ، فمدحه في الحبس ، فقال : ما رأيت أشرف من الفرزدق هجاني أميرا ومدحني أسيرا ، وقبله (وهو أول القصيدة) :
يا أيّها النّابح العاوي لشقوته |
|
إليك أخبرك عمّا تجهل الخبرا |
ويروى : «إذن لزار» بدل «إذن للام» ، ويروى : «إلى لامت» و «إلى لام» بدل «إذن للام».
غطفان : اسم قبيلة ، وصرفها للضرورة. اللوم : العزل. الحسب : ما يعد من المآثر ، وقال الأزهري : الحسب الشرف الثابت له ولآبائه. عمرا : أراد به عمر بن هبيرة. والمعنى : لو كانت غطفان غير مسيئة إليّ لعذل أشرافها عمر بن هبيرة في تعرضه لي ، ومنعوه عني.
والشاهد في قوله : «لا ذنوب لها» فإنّ «لا» ههنا زائدة ، وعملت عمل غير الزائدة شذوذا ، فـ «ذنوب» اسمها ، و «لها» خبرها ، وأصل الكلام : لو لم تكن غطفان لها ذنوب ، وجملة «لها ذنوب» من الخبر المقدم والمبتدأ في محل نصب حال.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٧ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٢٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٤ ، الخزانة : ٤ / ٣٠ ، الخصائص : ٢ / ٨٧ ، الهمع (رقم) : ٥٦٠ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٢٧ ، أوضح المسالك : ٦٧ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٥٨ ، شرح الرضي : ١ / ٢٥٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٦٨.
(١) في الأصل : ذو. انظر التصريح : ١ / ٢٣٧.
(٢) في الأصل : نفس. انظر التصريح : ١ / ٢٣٧.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٣٧.
(٤) على الإعمال والتركيب. ووجهه أنّ الجار دخل بعد التركيب نحو «لا خمسة عشر» ، وليس حرف الجر معلقا ، بل «لا» وما ركب معها في موضع جر ، لأنّهما جريا مجرى الاسم الواحد.
قاله ابن جني ، وقال في موضع آخر : إن «لا» نصبت «شيء» ولا خبر لها لأنّها صارت فضلة ، نقله عن أبي علي وأقره. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٧.
(٥) في الأصل : أعملت. انظر التصريح : ١ / ٢٣٧.
(٦) وإليه ذهب الرماني أيضا. وخلافا للكسائي ، حيث أنّه أجاز إعمالها في العلم المفرد مع البناء ، نحو «لا زيد» ، والمضاف لكنية نحو «لا أبا محمد» ، أو «لله ، أو الرحمن ، أو العزيز» ، نحو «لا عبد الله ، ولا عبد الرحمن ، ولا عبد العزيز» ، وهو مذهب الكوفيين. ووافقه الفراء في «لا عبد الله» ، قال : لأنّه حرف مستعمل ، يقال لكل أحد «عبد الله» ، وخالفه في ـ