وإنّما سمّي مشبّها بالمضاف لعمله فيما بعده كالمضاف.
وقوله :
وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه
أي : بعد نصبك الاسم اذكر الخبر حال كونك رافعا له ، مثاله : «لا ظالم رجل محمود ، و (١) لا طالب علم محروم» (٢).
وفهم من قوله : «بعد ذاك» أنّ الخبر لا يجوز تقديمه على الاسم.
ثمّ أشار إلى الثّالث بقوله : «وركّب المفرد فاتحا». المراد (بالمفرد) (٣) في هذا الباب ما ليس بمضاف ، ولا مشبّه به ، ويبنى على الفتح سواء كان مفردا لفظا ومعنى (٤) ، نحو «لا رجل» ، أو لفظا لا معنى نحو «لا قوم» ، أو جمع تكسير ، نحو «لا رجال» (٥) ، وإلى ذلك أشار بقوله : «فاتحا» ، أي : ركّب مع اسمها في حال كونك فاتحا له.
ويبنى على الفتح أو على الكسر (إن كان جمعا بألف وتاء مزيدتين) (٦) كقول سلامة (٧) :
__________________
(١) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٢.
(٢) انظر شرح المكودي : ١ / ١١٢.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر : شرح المكودي : ١ / ١١٢.
(٤) في الأصل : أو معنى. راجع التصريح : ١ / ٢٣٨.
(٥) هذا مذهب البصريين. وسبب بنائه عند سيبويه والجماعة تركيبه مع «لا» تركيب خمسة عشر. وقيل : لتضمنه معنى «من». وقيل : لتضمنه معنى اللام الاستغراقية. وذهب الكوفيون والزجاجي والجرمي والسيرافي والرماني إلى أن الاسم المفرد النكرة المنفي بـ «لا» معرب منصوب بها ، وحذف التنوين منه تخفيفا لا بناء.
انظر الإنصاف (مسألة : ٥٣) : ١ / ٣٦٦ ، الكتاب : ١ / ٣٤٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٩ ، شرح المرادي : ١ / ٣٦٣ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٢ ، الهمع : ٢ / ١٩٩ ، مغني اللبيب : ٣١٤ ، الجنى الداني : ٣٩٠ ـ ٢٩١ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٥٩٩ ، ٦٠٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٥٢٢ ، شرح الرضي : ١ / ٢٥٦ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١٠٦.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٣٨. وذلك خلافا للمازني وابن عصفور في التزام فتحه. وقال ابن مالك في التسهيل : «والفتح في نحو «ولا لذات للشيب» أولى من الكسر». انتهى. وقيل : يجب فيه البناء على الكسر ، لأنّه علامة نصبه.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٩ ، التسهيل : ٦٧ ، الهمع : ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٨ ، شرح المرادي : ١ / ٣٦٤ ، شرح الرضي : ١ / ٢٥٦ ، مغني اللبيب : ٣١٤ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٧٢.
(٧) هو سلامة بن جندل بن عبد عمرو ، من بني كعب بن سعد التميمي ، أبو بكر ، وأبو مالك ،