وقوله :
٦٨ ـ يحشر النّاس لا بنين ولا آ |
|
باء ... |
ثمّ أتى بمثال «لا» فيه مكرّرة فقال : «كلا حول ولا قوّة» ، وقد تقدّم أنّ «لا» إذا تكرّرت كان عملها جائزا / (٢) لا واجبا ، ولذلك قال :
... |
|
... والثّان اجعلا |
مرفوعا أو منصوبا او مركّبا |
|
وإن رفعت أوّلا لا تنصبا |
فهذه خمسة أوجه :
الأوّل : فتحهما معا ، وهو المستفاد من المثال.
الثّاني : فتح الأول ، ورفع الثاني ، وهو المستفاد من قوله : «والثّان اجعلا مرفوعا».
الثّالث : فتح الأوّل ، ونصب الثّاني ، وهو المستفاد من قوله : «أو منصوبا».
فهذه ثلاثة أوجه في الثّاني ، مع فتح الأوّل.
الرّابع : رفع الأوّل والثّاني.
الخامس : رفع الأول ، وبناء الثّاني على الفتح ، وهما مستفادان من قوله :
وإن رفعت أوّلا لا تنصبا
فنهى عن نصب الثّاني مع رفع الأوّل ، وبقي رفعه وبناؤه على الفتح.
ووجه (٣) فتحهما : أنّهما مبنيان مع «لا» ، ووجه نصب الثّاني : أنّه معطوف على موضع اسم «لا» ، ووجه رفعه : أنّه مبتدأ محذوف الخبر ، أو معطوف على «لا» مع اسمها ، لأنّهما في موضع رفع بالابتداء ، أو على إعمال «لا» عمل
__________________
٦٨ ـ من الخفيف ، ولم أعثر على قائله ، وتمامه :
يحشر النّاس لا بنين ولا آ |
|
باء إلّا وقد عنتهم شؤون |
الحشر : الجمع ، وصار في عرف الشرع البعث من القبور. عنتهم : أهمتهم. الشؤون : جمع شأن ، وهو الخطب. والشاهد في قوله : «لا بنين» حيث جاء اسما لـ «لا» وبنى على الياء لكونه مجموعا على حد مثناه.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٣٤ ، شذور الذهب : ٨٤ ، شواهد الفيومي : ٢٤ ، الهمع : ١ / ١٤٦ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٢٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ٧ ، شرح ابن الناظم : ١٨٧ ، أوضح المسالك : ٦٨ ، الجامع الصغير : ٦٩.
(١) في الأصل : جائز. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٢.
(٢) في الأصل : وجه. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٢.