ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكتظنّ اجعل تقول إن ولي |
|
مستفهما به ولم ينفصل |
بغير ظرف أو كظرف أو عمل |
|
وإن ببعض ذي فصلت يحتمل |
وأجري القول كظنّ مطلقا |
|
عند سليم نحو قل ذا مشفقا |
أصل القول وما اشتقّ (١) منه أن يدخل على الجملة الفعليّة ، وكذا الاسميّة عند بعضهم (٢) ، فتحكى به ، وقد ينصب المفرد إذا كان في معنى الجملة كقولك : «قلت خطبة».
ثمّ إنّه قد يضمّن معنى الظّنّ ، فينصب مفعولين ، وذلك بشروط :
الأوّل : أن يكون مضارعا ، وسوّى به السّيرافيّ «قلت» ـ بالخطاب (٣) ، والكوفيّ «قل» (٤).
الثّاني : أن يكون المضارع مفتتحا بتاء المخاطب.
وهذان الشّرطان مفهومان من قوله : «تقول».
__________________
وابن ملكون هو إبراهيم بن محمد بن منذر ، أبو إسحاق ابن ملكون الحضرمي ، نحوي لغوي من أهل إشبيلية مولدا ، وتوفي بها سنة ٥٨١ ه ، من كتبه : إيضاح المنهج ، شرح الجمل للزجاجي ، النكت على التبصرة للصيرمي وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٨٨ ، إيضاح المكنون : ١ / ١٥٨ ، كشف الظنون : ٣٣٩ ، ٦٩٢ ، الأعلام : ١ / ٦٢ ، معجم المؤلفين : ١ / ١٠٨.
(١) في الأصل : أشفق. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٩.
(٢) فلا يعمل القول في جزأيها شيئا ، كما يعمل الظن ، لأن الظن يقتضي الجملة من جهة معناها ، فجزآها معه كالمفعولين في باب «أعطيت» ، فصح أن ينصبهما ، وأما القول فيقتضي الجملة من جهة لفظها فلا يصح أن ينصب جزأيها مفعولين ، لأنه لم يقتضها من جهة معناها ، فلم يشبه باب «أعطيت» ولا أن ينصبها مفعولا واحدا ، لأن الجملة لا إعراب لها فلم يبق إلا الحكاية.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦١ ، شرح ابن الناظم : ٢١١ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ١١٩.
(٣) فيجوز على قوله إعمال الماضي المسند إلى تاء المخاطبة ، نحو «أقلت زيدا منطلقا» ، وذلك بشروط المضارع.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، حاشية الصبان : ١ / ٣٦.
وفي الهمع (٢ / ٢٤٧) : «وذهب السيرافي إلى جواز إعمال الماضي بشروط المضارع».
وانظر شرح الرضي : ٢ / ٢٨٩.
(٤) فيجوز على قول الكوفيين إعمال فعل الأمر نحو «قل زيدا منطلقا». وفي الهمع : «وذهب الكوفيون إلى جواز إعمال الأمر بشروطه ـ أي بشروط المضارع ـ أيضا».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، الهمع : ٢ / ٢٤٧ ، حاشية الصبان : ٢ / ٣٦.