وبعد فعل فاعل فإن ظهر |
|
فهو وإلّا فضمير استتر |
يعني : أنّ الفعل لا بدّ له من فاعل.
وفهم من قوله : «بعد فعل» أنّ الفاعل لا يكون إلّا بعد الفعل ، فإن وجد ما ظاهره أنّه فاعل تقدّم ـ وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا ، وكون المقدّم إمّا مبتدأ في نحو «زيد قائم» وإمّا فاعلا محذوف الفعل في نحو (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) [التوبة : ٦] ، لأنّ أداة الشّرط مختصّة بالجمل الفعليّة على الأصحّ (١).
وقوله : «فإن ظهر» أي : فإن ظهر ما هو فاعل في المعنى ـ فهو الفاعل في الاصطلاح ، والمراد بـ «ظهر» : برز ، فشمل الظّاهر نحو «قام زيد» ، والضّمير البارز نحو «قمت».
وقوله : «وإلّا» أي : وإن لم يبرز ـ فهو ضمير استتر ، نحو «يا زيد قم» ، ففي «قم» ضمير مستتر ، إذ لا يستغني الفعل عن الفاعل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وجرّد الفعل إذا ما أسندا |
|
لاثنين أو جمع كفاز الشهدا |
وقد يقال سعدا وسعدوا |
|
والفعل للظّاهر بعد مسند |
يعني : أنّ الفعل وما هو بمنزلته ، إذا أسند إلى فاعل مثنّى أو مجموع ـ جرّد من علامة التّثنية والجمع ، فتقول : «قام الزّيدان ، وأقائم أخواك / ، وقام إخوتك ، وأقائم إخوتك ، (وقام نسوتك) (٢) وأقائم نسوتك» ، بتوحيد المسند في الجميع ، وقد مثّل ذلك النّاظم بقوله : «فاز الشّهدا».
وفهم منه أنّ شّرط الفاعل المذكور : أن يكون ظاهرا ، هذه هي اللغة الفصحى ، ثمّ أشار إلى اللغة الأخرى بقوله :
وقد يقال سعدا وسعدوا
وهذه اللغة يسمّيها النّحويون لغة «أكلوني البراغيث» ، وهي أن يلحق
__________________
(١) عند جمهور البصريين ، خلافا للأخفش والكوفيين ، فيجوز عندهم أن يكون «أحد» مبتدأ ، وسوغ الابتداء به تقدم الشرط عليه ، أو نعته بالمجرور بعده ، و «استجارك» خبره.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧٠ ، مغني اللبيب : ٧٥٧ ، أوضح المسالك : ٨٠.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٧٥. وفي الأصل أيضا وردت جملة «وأقائم إخوتك» قبل جملة «قام إخوتك» تقديم وتأخير.