فالأصل في «بيع» بإخلاص (١) الكسر : («بيع») (٢) فاستثقلت الكسرة في الياء ، فنقلت إلى الفاء ، وذهبت حركة الفاء ، وسكنت العين ، لزوال حركتها.
والأصل في «قيل» : «قول» ، فاستثقلت الكسرة أيضا في الواو ، فنقلت إلى الفاء ، وبقيت الواو ساكنة ، فقلبت ياء ، لسكونها ، وكسر ما قبلها.
وأمّا على لغة «قول ، وبوع» فإنّ الكسرة (٣) حذفت من حرف العلّة ، فسلمت الواو ، وقلبت الياء واوا لسكونها ، وضمّ ما قبلها.
وأمّا على لغة الإشمام ، فهي مركبة من اللغتين.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن بشكل خيف لبس يجتنب |
|
وما (٤) لباع قد يرى لنحو حب |
يعني : أنّه إذا خيف لبس النّائب عن الفاعل بالفاعل بسبب شكل ـ ترك ذلك الشّكل الموقع في اللّبس ، واستعمل الشّكل الّذي لا لبس فيه.
وذلك نحو «بيع العبد» إذا أسندته إلى ضمير المخاطب ، فقلت : «بعت يا عبد» ـ بالكسر ـ لم يعلم (٥) : هل هو فعل وفاعل ، أو فعل ومفعول ، فيترك الكسر ، ويرجع (٦) إلى الضّمّ أو الإشمام (٧).
وكذلك «طيل زيد» إذا أسندته / إلى ضمير المخاطب ، فقلت : («طلت») (٨) ـ بالضّمّ ـ التبس بفعل الفاعل ، فيرجع إلى الإشمام أو الكسر ، إذ لا لبس فيهما.
وهذا الامتناع دعوى ابن مالك (٩) ، وجعله المغاربة مرجوحا لا
__________________
(١) في الأصل : إخلاص. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٣) في الأصل : المكسورة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٤) في الأصل : ولما. انظر الألفية : ٦٠.
(٥) في الأصل : لم يعمل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٦) في الأصل : ورجع. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٧) في الأصل : والاشمام. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣١.
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣٢.
(٩) قال ابن مالك في شرح الكافية (٢ / ٦٠٦) : «وقد يعرض بالكسرة أو الضمة التباس فعل المفعول بفعل الفاعل ، فيجب حينئذ إخلاص الضمة نحو «خفت» مقصودا به «خشيت» ، والإشمام وإخلاص الكسرة في «طلت» مقصودا به «غلبت» في المطاوعة».
وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٦٣ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٦١ / أ) ، الهمع : ٦ / ٣٨.