وينتصب بالفعل ، كقولك : «قمت قياما» ، وبالوصف كقولك : «أنا قائم قياما» ، وقوله :
وكونه أصلا لهذين انتخب
الإشارة بـ «هذين» إلى الفعل والوصف ، أي : الفعل والوصف مشتقّان من المصدر ، وهو الصّحيح من مذهب البصريين (١) ، وإليه يرشد قوله : «انتخب» ، أي : اختير (٢).
وزعم الفارسيّ منهم ـ واختاره (٣) الشّيخ عبد القاهر (٤) ـ : أنّ الفعل أصل للوصف (٥).
وزعم الكوفيون : أنّ الفعل أصل لهما (٦).
__________________
(١) واحتجوا بأن قالوا : الدليل على أن المصدر أصل للفعل : أن المصدر يدل على زمان مطلق ، والفعل يدل على زمان معين ، فكما أن المطلق أصل للمقيد فكذلك المصدر أصل للفعل.
انظر الإنصاف : ١ / ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، شرح الرضي : ٢ / ١٩١ ، شرح المرادي : ٢ / ٧٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ١١٢ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١١٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٦٥٣ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٦١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٢٥ ، الهمع : ٣ / ٩٥ ، البهجة المرضية : ٧٨ ، أسرار العربية : ١٧١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٠٢.
(٢) انظر اللسان : ٦ / ٤٣٧٣ (نخب) ، شرح المكودي : ١ / ١٤٧.
(٣) في الأصل : واختار. انظر التصريح : ١ / ٣٢٥.
(٤) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني الأشعري الشافعي ، أبو بكر ، واضع أصول البلاغة ، وهو من أئمة النحو واللغة ، متكلم فقيه مفسر ، من أهل جرجان ، وتوفي فيها سنة ٤٧١ ه (وقيل : ٤٧٤ ه) ، من آثاره : شرح إيضاح الفارسي في نحو ثلاثين مجلدا وسماه المغني ، ثم لخصه في مجلد وسماه المقتصد ، إعجاز القرآن ، العوامل المائة ، العمدة في تصريف الأفعال ، وغيرها ، وله شعر رقيق.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣١٠ ، نزهة الألباء : ٤٣٤ ، فوات الوفيات : ١ / ٢٩٧ ، الأعلام : ٤ / ٤٨ ، شذرات الذهب : ٣ / ٣٤٠ ، إنباه الرواة : ٢ / ١٨٨ ، معجم المؤلفين : ٥ / ٣١٠.
(٥) والمصدر أصل للفعل ، وهو مذهب السيرافي أيضا. ورد : بأنه ليس في الوصف ما في الفعل من الدلالة على زمن معين ، فبطل اشتقاقه منه وتعين اشتقاقه من المصدر. وظاهر قول الفارسي في التكملة : أن الوصف والفعل مشتقان من المصدر ، حيث قال في (٥٠٧) : «اعلم أن أمثلة الأفعال مشتقة من المصادر ، كما أن أسماء الفاعلين والمفعولين مشتقة منها».
وانظر المقتصد للجرجاني : ١ / ١٠٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٢٥ ، شرح الرضي : ٢ / ١٩٨ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٨٦٣ ، شرح دحلان : ٧٩ ، الهمع : ٣ / ٩٥ ـ ٩٦ ، البهجة المرضية : ٧٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٠٢.
(٦) واحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا أن المصدر مشتق من الفعل ، لأن المصدر يصح لصحة الفعل ويعتل لاعتلاله.