وزعم ابن طلحة (١) : أنّ الفعل والمصدر أصلان ، وليس أحدهما مشتقّا من الآخر (٢).
والصّحيح الأوّل (٣) ، لأنّ الفرع لا بدّ فيه من معنى الأصل وزيادة ، والفعل يدلّ على الحدث والزّمان ، والصّفة تدلّ على الحدث والموصوف ، ولا دلالة لها على الزّمان المعيّن.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
توكيدا أو نوعا يبين أو عدد |
|
كسرت سيرتين سير ذي رشد |
يعني : أنّ المفعول المطلق يؤتى به لأحد ثلاث فوائد :
الأولى : العدد ، ومثّله بقوله : «سرت سيرتين» ، ومثله : «ضربت عشرين ضربة».
والثّانية : النّوع ، ومثّله بقوله : «سير ذي رشد» ، ومثله الموصوف ، كقولك : «سرت سيرا شديدا» ، ومصاحب «أل» ، كقولك : «سرت السّير الّذي تعلم».
والثّالثة : التّوكيد / ، كقولك : «سرت سيرا» ، وسمّي توكيدا ، لأنّه لم يفد غير ما أفاده الفعل النّاصب.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وقد ينوب عنه ما عليه دل |
|
كجدّ كلّ الجدّ وافرح الجذل |
__________________
انظر الإنصاف : ١ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٢٥ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١١٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ١١٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٦١ ، شرح المرادي : ٢ / ٧٦ ، الهمع : ٣ / ٩٥ ، البهجة المرضية : ٧٨ ، أسرار العربية : ١٧٣ ، شرح الرضي : ٢ / ١٩١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٠٢.
(١) هو محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن خلف بن أحمد الأموي الأشبيلي ، أبو بكر ، المعروف بابن طلحة ، كان إماما في العربية ، نظارا عارفا بعلم الكلام وغير ذلك ، ولد ببابرت سنة ٥٤٥ ه ، وأخذ الأدب عن ابن ملكون ، والقراءات عن أبي بكر بن صاف ، ودرس العربية والآداب بإشبيلية أكثر من خمسين سنة ، وكان يميل في النحو إلى مذهب ابن الطراوة ويثني عليه ، توفي سنة ٦١٨ ه ، (وقيل : ٦٢٨ ه).
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١ / ١٢١ ، دائرة المعارف للأعلمي : ٢٦ / ٢٩٣ ، التكملة لابن الأبار : ١ / ١١٢ ، المغرب في حلى المغرب : ١ / ٢٥٣ ، طبقات ابن شهبة : ٥٢.
(٢) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٢٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٧٦ ، الهمع : ٣ / ٩٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ١١٢ ، شرح دحلان : ٧٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٠٢.
(٣) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٦٥٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ١١٢ ، شرح المرادي : ٢ / ٧٦ ، شرح دحلان : ٧٩ ، البهجة المرضية : ٧٨.