ثمّ مثّل الأوّل بقوله : «فالمبتدا نحو له عليّ ألف عرفا» أي : فالقسم الأوّل من المؤكّد ـ (وهو المؤكّد) (١) لنفسه ـ مثاله : «له علي ألف عرفا» ، أي : اعترافا وإنّما سمّي مؤكّدا لنفسه ، لأنّه واقع بعد جملة هي نصّ في معناه ، فـ «له عليّ ألف» نفس الاعتراف.
ومثّل الثّاني بقوله : «والثّان كابني أنت حقّا صرفا» ، أي : القسم الثّاني من المؤكّد : (المؤكّد) (٢) لغيره ، ومثاله : «ابني أنت حقّا» ، وإنّما سمّي مؤكّدا لغيره ، لأنّه واقع بعد جملة صارت به نصّا (في معناه) (٣) ، وبيانه : أنّ قولك : «أنت ابني» يحتمل الحقيقة والمجاز ، على أنّ المراد : «أنت مثل ابني» ، فلمّا ذكر المصدر ارتفع به المجاز المحتمل ، وتعيّنت الحقيقة.
والعامل في هذين النّوعين فعل واجب الحذف ، تقديره : أحقّ ، إن كان (المبتدأ) (٤) غير متكلّم ، وحقّني (٥) إن كان متكلّما.
وفهم / من قوله : «مؤكّدا» أنّه واجب التّأخير عن الجملة ، لأنّ المؤكّد بعد المؤكّد.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
كذاك ذو التّشبيه بعد جمله |
|
كلي (بكا) (٦) بكاء ذات عضله |
هذا هو الموضع السّادس ممّا يجب حذف العامل فيه.
يعني : أنّه يجب حذف عامل المصدر أيضا إذا أتي به بعد الجملة على وجه التّشبيه وذلك بخمسة شروط :
الأوّل : أن يكون بعد جملة ، وقد صرّح بهذا الشّرط في قوله : «بعد جمله». واحترز به من الواقع بعد مفرد ، نحو «صوته صوت حمار» ، فلا يجوز نصبه.
الثّاني : أن تكون حاوية معناه.
الثّالث : أن تكون مشتملة على فاعله.
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٠.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣ ـ ٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٠.
(٥) في الأصل : وأحقه. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥١.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ٦٩.