الرّابع : أن يكون ما اشتملت عليه الجملة غير صالح للعمل (١).
الخامس : أن يكون المصدر مشعرا بالحدوث.
وإنّما لم يصرّح بباقي الشّروط ، لأنّه مستفاد من المثال ، وهو قوله :
كلي بكا بكاء ذات عضله
فالجملة مشتملة على معنى المصدر ، وهو «بكا» وعلى فاعله ، وهو «الياء» من «لي» ، وليس في المصدر الّذي اشتملت عليه ، وهو «بكا» صلاحيّة للعمل ، لأنّه ليس نائبا عن الفعل ، ولا مقدّرا بـ «أن» والفعل ، و «بكا» مشعر بالحدوث ، فعلى هذا يكون المثال تتميما للحكم وللشّروط ، و «البكاء» / يمدّ ويقصر (٢) ، وقد استعمله في المثال بالوجهين ، و «ذات عضله» هي الّتي تمنع من النّكاح (٣).
__________________
(١) في الأصل : العمل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥١.
(٢) قال الأزهري في إعراب الألفية (٥٣) : و «بكا» مبتدأ مؤخر ، وقصر ـ للضرورة ، لأن البكاء ـ بالمد ـ ما كان معه صوت ، وهو المقصود هنا ، و «البكا» ـ بالقصر ـ ما لم يكن معه صوت ، وإنما هو بمنزلة الحزن ، حكى ذلك النحاس في كافيه عن الخليل ، وقال الجوهري : البكاء يمد ويقصر ، فإذا مددت أردت الصوت الذي يكون معه البكاء ، وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها ، نقل ذلك الشاطبي. انتهى. وانظر اللسان : ١ / ٣٣٧ (بكى) ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٥١.
(٣) هذا مبني على أن «عضلة» بفتح العين ، ويحتمل أن يكون بضمها ، فيكون معناها الداهية ، وعليه مشى ابن الجزري والسيوطي.
انظر حاشية ابن حمدون : ١ / ١٥١ ، إعراب الألفية : ٥٣ ، كاشف الخصاصة لابن الجزري : ١٢٨ ، البهجة المرضية : ٨٠ ، اللسان : ٤ / ٢٩٨٨ ـ ٢٩٨٩ (عضل).