«والإفادة» في الأصل مصدر (١) «أفاد» بمعنى : دلّ دلالة مطلقة (٢) ، والمراد به هنا ما دلّ على معنى يحسن السكوت عليه من المتكلّم (٣) على الأصحّ (٤).
وبين اللفظ والإفادة عموم وخصوص من وجه ، فيجتمعان في مثل «زيد قائم» ، (ويوجد اللفظ بدون الإفادة ، كما في المفرد) (٥) ، وتوجد الإفادة بدون اللفظ كما في الإشارة.
وكلّ شيئين كان كلّ منهما أعمّ من الآخر من وجه (٦) (يجعل أحدهما جنسا والآخر فصلا) (٧) فيحترز بكلّ (٨) واحد منهما عمّا يشارك (٩) الآخر (من غيره) (١٠).
فيحترز بـ «اللفظ» عن الإشارة والكتابة ونحوهما ، إذ كلّ منهما مفيد وليس بلفظ ، ويحترز بـ «المفيد» عن المفرد ، والمركب (١١) غير المفيد ، كالإضافي نحو «غلام زيد» ، والمزجيّ كـ «بعلبكّ» ، والإسناديّ المسمّى به كـ «برق نحره» إذ كلّ منهما لفظ وليس بمفيد.
وأمّا نحو «السّماء فوقنا ، والأرض تحتنا» (١٢) ، فالأصحّ أنه كلام ، كما أشار
__________________
(١) في الأصل : مقدار. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠.
(٢) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠.
(٣) في الأصل : التكلم. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠.
(٤) ويحسنه عدّ السامع إيّاه حسنا بأن لا يحتاج في استفادة المعنى إلى لفظ آخر ، لكونه مشتملا على المحكوم به أو عليه ، وقيل : من السامع بأن لا يطلب زائدا على ما سمع ، وقيل : منهما. قال السيوطي : أرجحها الأول لأنه خلاف التكلم ، فكما أن التكلم صفة المتكلم ، كذلك السكوت صفة أيضا.
انظر الهمع : ١ / ٢٩ ، حاشية الدسوقي على المغني : ٢ / ٣٤ ، المطالع السعيدة للسيوطي : ٥٨ ، شرح الأزهرية : ١٤ ، ١٦ ، شرح الألفية لابن باديس : (١١ / أ) ، حاشية الخضري : ١ / ١٤ ، حاشية الصبان : ١ / ٢٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠.
(٥) ما بين القوسين ساقط في الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(٦) في الأصل : جه. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(٨) في الأصل : يتحرز لكل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(٩) في الأصل : يشاركه. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(١٠) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(١١) في الأصل : الواو. ساقط. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢١.
(١٢) في الأصل : والنار تحتا. انظر شرح الهواري : (٤ / أ).