إليه أبو حيّان (١) في تذكرته ، لاشتماله على النّسبة التّامّة ، وهو يحقّق كونه كلاما (٢).
وقوله : «كاستقم» مثال للكلام بعد تمام حدّه وفاقا لابن هشام (٣) ،
__________________
(١) هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي الجياني الأندلسي ، أثير الدين ، أبو حيان ، من كبار العلماء في العربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات ، ولد سنة ٦٥٤ ه ، وتولى تدريس التفسير بالمنصورية ، والإقراء بجامع الأقمر ، وتوفي بالقاهرة سنة ٧٤٥ ه ، له من المؤلفات : البحر المحيط في تفسير القرآن ، التذييل والتكميل في شرح التسهيل ، ارتشاف الضرب من كلام العرب ، التذكرة النحوية ، اللمحة البدرية ، النكت الحسان ، وغيرها.
انظر ترجمته في : بغية الوعاة : ١٢١ ، حسن المحاضرة : ١ / ٣٠٧ ، طبقاء القراء : ٢ / ٢٨٥ ، النجوم الزاهرة : ١ / ١١١ ، معجم المؤلفين : ١٢ / ١٣٠ ، شذرات الذهب : ٦ / ١٤٥ ، الأعلام : ٧ / ١٥٢.
(٢) لم أجد هذا الرأي لأبي حيان في الجزء الثاني من تذكرة النحاة المطبوع ، وهذا الكتاب يقع في أربعة مجلدات كبار ، يبدو أن الثلاثة الباقية منها مفقودة والمطبوع هو الثاني فقط. قال السيوطي في الهمع (١ / ٣٠) : «وهل يشترط إفادة المخاطب شيئا يجهله ، قولان :
أحدهما : نعم ، وجزم به ابن مالك ، فلا يسمى نحو «السماء فوق الأرض ، والنار حارة ، وتكلم الرجل» ـ كلاما.
والثاني : لا ، وصححه أبو حيان ، قال : وإلا كان الشيء الواحد كلاما وغير كلام ، إذا خوطب به من يجهله ، فاستفاد مضمونه ثم خوطب به ثانيا ، ومحل الخلاف ما إذا ابتدي به فيصح أن يقال : زيد قائم ، كما أن النار حارة بلا خلاف ، ذكره أبو حيان في تذكرته». انتهى. وإلى هذا ذهب أبو حيان في لمحته أيضا ، وهو في ذلك موافق للزمخشري في مفصله ، وابن الحاجب في كافيته. وإلى الرأي الأول ذهب الجزولي وابن معطي والحريري وغيرهم.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٥٨ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٥ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، شرح اللمحة للبرماوي : ١٦ ، المفصل : ٦ ، الكافية شرح الرضي : ١ / ٧ ، شرح الهواري : (٤ / أ) ، شرح ملحمة الأعراب للحريري : ٣١ ، حاشية الصبان : ١ / ٢١ ، شرح دحلان : ٥ ، التصريح مع حاشية يس : ١ / ٢١ ، المطالع السعيدة : ٥٨ ، النكت الحسان لأبي حيان : ٣٣ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١٨ ، ٢٠.
(٣) هو عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المعروف بابن هشام ، جمال الدين ، أبو محمد ، من أئمة العربية ، ولد سنة ٧٠٨ ه ، وقرأ العربية ، وأقام بمكة ، وتوفي بمصر سنة ٧٦١ ه ، قال ابن خلدون : «مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له : ابن هشام ، أنحى من سيبويه» ، من مؤلفاته الكثيرة : مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، شرح شذور الذهب ، الجامع الصغير ، شرح قطر الندا ، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، نزهة الطرف في علم الصرف ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٩٣ ، الأعلام : ٤ / ١٤٧ ، النجوم الزاهرة : ٦ / ١٩١ ، البدر الطالع : ١ / ٤٠٠ ، معجم المؤلفين : ٦ / ١٦٣ ، هدية العارفين : ١ / ٤٦٥.