والمراديّ (١) ، لا من تتميم الحدّ خلافا / للشّارح (٢) والمكوديّ (٣) فإنّهما قالا : «المفيد» شمل الفائدة التي يحسن السّكوت عليها ـ وهي التّركيبيّة (٤) ـ فائدة دلالة الاسم على مسمّاه كـ «زيد» ، فاحتاج النّاظم إلى إخراج الثّاني بقوله : «كاستقم» (٥).
والجواب عنه : أنّ المفيد إذا أطلق في عرفهم إنّما ينصرف إلى المفيد الفائدة التّركيبيّة (٦) لا المفيد الدّالّ على معنى مطلقا.
وقوله :
واسم وفعل ثمّ حرف الكلم
«ثمّ» هنا نائبة عن الواو التّقسيميّة (٧) ، و «الكلم» هنا بمعنى : الكلمات أي : الكلم (٨) الثّلاث المؤلّف منها الكلام : اسم وفعل وحرف ، وعلى هذا فلا
__________________
(١) انظر أوضح المسالك لابن هشام : ٥ ، شرح المرادي : ١ / ١٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٣.
(٢) هو محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الدمشقي الشافعي ، بدر الدين ، أبو عبد الله ، ابن ناظم الألفية ، عالم بالنحو واللغة والعروض والمنطق وغيرها ، ولد بدمشق ، وسكن بعلبك مدة ، ثم رجع إلى دمشق وتصدر للإقراء والتدريس وتوفي بها كهلا سنة ٦٨٦ ه. من مؤلفاته شرح الألفية لوالده ، كتاب في العروض ، المصباح في اختصار المفتاح.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٩٦ ، مفتاح السعادة : ١ / ١٥٦ ، معجم المؤلفين : ١١ / ٢٣٩ ، الأعلام : ٧ / ٣١ ، هدية العارفين : ٢ / ١٣٥.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط.
والمكودي هو : عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي الفاسي المالكي ، أبو زيد ، عالم بالعربية نسبته إلى بني مكود (قبيلة قرب فاس) ، ولد بفاس وتوفي بها سنة ٨٠٧ ه (وقيل : ٨٠١) من آثاره : شرح ألفية ابن مالك ، شرح مقدمة ابن آجروم ، شرح المقصور والممدود لابن مالك ، نظم المعرب والألفاظ وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٠٠ ، الضوء اللامع : ٤ / ٩٧ ، شذرات الذهب : ٨ / ٤ ، الأعلام : ٣ / ٣١٨ ، هدية العارفين : ١ / ٥٢٩ ، معجم المؤلفين : ٥ / ١٥٦.
(٤) في الأصل : التركيبة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨.
(٥) هذا كلام المكودي في شرحه للألفية (١ / ١٨) ، أما الشارح (ابن الناظم) فنص كلامه في شرح الألفية (٢٠) : «الكلام عند النحويين هو اللفظ الدال على معنى يحسن السكوت عليه ، وهذا ما أراده بقوله «مفيد كاستقم» ، كأنه قال : الكلام لفظ مفيد فائدة تامة يصح الاكتفاء بها ، كالفائدة في «استقم» فاكتفى عن تتميم الحد بالتمثيل». انتهى.
(٦) في الأصل التركيبة.
(٧) في الأصل : والتقسية.
(٨) في الأصل : الكلم على.