ثمّ قال رحمهالله تعالى :
بالظّاهر اخصص منذ مذ وحتّى |
|
والكاف والواو وربّ والتّا / |
يعني : أنّ هذه الأحرف السّبعة لا تدخل على ضمير ، بل على الظّاهر فقط ، نحو «مذ يومين» ، و (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر : ٥] ، و «زيد كعمر» و («وحياتك») (١) و «ربّ رجل» ، و «تا الله».
وفهم منه : أنّ ما عدا هذه السّبعة من حروف الجرّ يدخل على الظّاهر والمضمر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واخصص بمذ ومنذ وقتا وبربّ |
|
منكّرا والتّاء لله وربّ |
يعني : أنّ الأحرف السّبعة المتقدّمة منها ما يختصّ اختصاصا آخر زائدا على الاختصاص بالظّاهر ، وهى أربعة ، وقد أشار إليها هنا ، وذكر أنّ «مذ ومنذ» لا يكون الظّاهر الّذي يدخلان عليه إلّا وقتا ، يعني : اسم زمان ، نحو «مذ يومنا» ، و «منذ يوم الجمعة» ، وأنّ «ربّ» (٢) لا يكون الظّاهر الّذي (٣) تدخل عليه (إلّا) (٤)
__________________
هاكن» وكذلك «هاء» بالمد أيضا. قال الفراء وإلحاق الكاف لغة بني ذبيان. وتخلف الكاف الهمزة مصرفة تصريف الكاف بحسب المعنى ، نحو «هاء ، هاء ، هاؤما ، هاؤم ، هاؤن» ، وهي أفصح اللغات ، وبها جاء القرآن ، قال تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ.)
انظر التسهيل : ٢١٠ ، المساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل : ٢ / ٦٤٣ ـ ٦٤٤ ، الهمع : ٥ / ١٢٢ ، شرح المكودي : ١ / ١٨٠.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر : شرح المكودي : ١ / ١٨١.
(٢) «ربّ» : حرف جر كما ذهب إليه البصريون ، وذهب الكوفيون والأخفش في أحد قوليه إلى أن «رب» اسم يحكم على موضعه بالإعراب ، ووافقهم ابن الطراوة ، واستدلوا على اسميتها بالإخبار عنها في قول الشاهر :
إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن |
|
عارا عليك وربّ قتل عار |
ومما يدل على حرفيتها أنها مبنية ولو كانت اسما لكان حقها الإعراب.
انظر الإنصاف (مسألة : ١٢١) : ٢ / ٨٣٢ ، الكتاب : ٢ / ٢٩٣ ، الجنى الداني : ٤٣٨ ـ ٤٣٩ ، الهمع : ٤ / ١٧٣ ، جواهر الأدب : ٤٥٢ ، مغني اللبيب : ١٧٩ ، المقتضب : ٣ / ٥٧ ، ٦٥ ، حاشية الصبان : ٢ / ٢٠٣ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٢٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، شرح الفريد : ٢٤٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٥٥.
(٣) في الأصل : التي. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨١.