وشمل التّنوين : التّنوين الظّاهر ، نحو «غلامك» في «غلام» ، والمقدّر ، نحو «دراهمك» ، في «دراهم».
و «طور سيناء» : اسم جبل بالشّام ، ويقال له أيضا : «طور سينين» (١) وقد جاء (في القرآن) (٢) بالوجهين (٣) ، وأصله قبل الإضافة «طور» : وهو اسم جبل أيضا (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
والثّاني اجرر وانو من أو في إذا |
|
لم يصلح إلّا ذاك واللام خذا |
لما سوى ذينك ... |
|
... |
يعني : أنّ حكم المضاف إليه الجرّ ، ثمّ إنّ الإضافة أشار إلى أنّها تتقدّر عنده بثلاثة أحرف : وهي «من» ، و «في» ، و «اللام» (٥).
__________________
(١) وهو جبل بيت المقدس ، ممتد ما بين مصر وأيلة ، وهو الذي نودي منه موسى عليهالسلام.
انظر معجم البلدان : ٤ / ٤٨ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٩٦ ، معجم ما استعجم : ٣ / ٨٩٧ ، اللسان : ٤ / ٢٧١٨ (طور).
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر المكودي : ١ / ١٨٥.
(٣) قال تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ،) وقال جلّ شأنه : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ.)
انظر الآية (٢٠) من سورة المؤمنون ، والآية (٢) من سورة التين.
(٤) جاء في اللسان : الطور : الجبل ، وطور سيناء : جبل بالشام ، والطور في كلام العرب الجبل ، وقال الفراء في قوله تعالى : (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) أقسم الله تعالى به ، قال : وهو الجبل الذي بمدين الذي كلمه الله تعالى موسى عليهالسلام عنده تكليما.
انظر اللسان : ٤ / ٢٧١٨ (طور) ، معاني الفراء : ٣ / ٩١ ، معجم البلدان : ٤ / ٤٨ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٩٦ ، معجم ما استعجم : ٣ / ٨٩٧.
(٥) قال ابن مالك : وأعقل أكثر النحويين الإضافة بمعنى : «في» ، وهي ثابتة في الكلام الفصيح ، فمن شواهدها قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) ، و (هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) و (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) ، و (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ) ، و (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ، ومنها قول الأعشى ميمون :
مهادي النهار لجاراتهم |
|
وبالليل هن عليهم حرم. |
انتهى.
ومذهب الجمهور أن الإضافة لا تتقدر بغير «من ، واللام» ، ونحو «بل مكر الليل» مقدر باللام عندهم على التوسع. وذهب أبو حيان إلى أن الإضافة ليست على تقدير حرف مما ذكر ولا نيته. وذهب ابن الضائع إلى أن الإضافة بمعنى اللام على كل حال. وزاد الكوفيون الإضافة بمعنى : «عند» ، تقول : «هذه ناقة رقود الحلب» ، معناه : رقود عند الحلب.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٠٦ ـ ٩٠٧ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ، شرح