يعني : أنّ المضاف إذا كان شبيها بالفعل المضارع ، لكونه اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، بمعنى الحال أو الاستقبال ، أو ما حمل عليه من أمثلة المبالغة ، والصّفة المشبّهة ـ كانت إضافته غير محضة ، لا تفيد تخصيصا ولا تعريفا ، وإنّما هي لمجرّد التّخفيف ، وذلك نحو «ضارب زيد» ، وأصله «ضارب زيدا» (١) ، وقد مثّل لذلك النّاظم بقوله : «كرب راجينا» (فـ «راجينا») (٢) اسم فاعل مضاف إلى الضّمير ، ولم تفد الإضافة تخصيصا ولا تعريفا ، بل هو نكرة ، ولذلك أدخل عليه «ربّ» لاختصاصها بالنّكرة.
و «عظيم» صفة مشبّهة باسم الفاعل ، وإضافته إلى «الأمل» غير محضة ، وهو نعت لـ «راجينا» ، ونعت النّكرة نكرة (٣).
و «مروّع» اسم مفعول ، وإضافته إلى «القلب» غير محضة.
و «قليل» صفة مشبّهة ، وإضافته إلى «الحيل» غير محضة.
وهذه الصّفات كلّها نعوت لـ «راجينا» ، ونعت النّكرة (٤) نكرة.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وذي الإضافة اسمها لفظيّه |
|
وتلك محضة ومعنويّه |
الإشارة بـ «ذي» لأقرب القسمين ، وهي الإضافة غير المحضة ، يعني : أنّها تسمّى / : لفظيّة ، لأنّ فائدتها راجعة إلى اللّفظ فقط ، وهي التّخفيف (٥) ، وتسمّى أيضا : مجازيّة ، وغير محضة.
والإشارة بـ «تلك» إلى أوّل القسمين ، يعني : أنّها تسمّى : محضة ، لإفادتها التّخصيص أو التّعريف ، وتسمّى : معنويّة (٦).
__________________
(١) في الأصل : زيد. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩١.
(٣) في الأصل : نكتت. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩١.
(٤) في الأصل : النكر. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩١.
(٥) في الأصل : التحقيق. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩١.
(٦) وزاد في التسهيل قسما ثالثا ، وهو الشبيه بالمحضة ، وهو أنواع :
الأول : إضافة الاسم إلى الصفة ، نحو «مسجد الجامع» ، ومذهب الفارسي أنها غير محضة ، وعند غيره أنها محضة.
الثاني : إضافة المسمى إلى الاسم ، نحو «شهر رمضان».
الثالث : إضافة الصفة إلى الموصوف ، نحو «سحق عمامة». وذهب ابن عصفور إلى أنها غير محضة ، وذهب غيره إلى أنها محضة.