ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ووصل أل بذا المضاف مغتفر |
|
إن وصلت بالثّان كالجعد الشّعر |
أو بالّذي له أضيف الثّاني |
|
كزيد الضّارب رأس الجاني |
الإشارة بـ «ذا» إلى أقرب القسمين ، وهي الإضافة غير المحضة.
يعني : أنّه يغتفر دخول «أل» على المضاف ، لكن بشرط أن تدخل على الثّاني : نحو «الضّارب الرّجل» ، و «الجعد الشّعر» ، أو يكون الثّاني مضافا إلى ما فيه «أل» ، نحو «الحسن وجه الأب» ، و «الضّارب رأس الجاني».
فلو لم تتّصل «أل» بالثّاني ، ولا بما أضيف إليه الثّاني ، لم يجز دخول «أل» على المضاف ، فلا يجوز «الضّارب زيد» ، ولا «الضّارب صاحب زيد» (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكونها في الوصف كاف إن وقع |
|
مثنّى أو جمعا سبيله اتّبع |
__________________
الرابع : إضافة الموصوف إلى القائم مقام الوصف ، كقوله :
علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم
أي : علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم ، فحذف الصفتين ، وجعل الموصوف خلفا عنهما في الإضافة.
الخامس : إضافة المؤكّد إلى المؤكد ، وأكثر ما يكون في أسماء الزمان المبهمة ، نحو «يومئذ» ، وقد يكون في غيرها ، كقوله :
فقلت انجو عنها نجا الجلد إنه |
|
سيرضيكما منها سنام وغاربه |
أراد : اكشطا عنها الجلد ، لأن النجا هو الجلد.
السادس : إضافة الملغي إلى المعتبر ، نحو :
إلى الحول ثم اسم السّلام عليكما
السابع : إضافة المعتبر إلى الملغي ، كقول بعض الطائيين :
أقام ببغداد وشوقه |
|
لأهل دمشق الشام شوق مبرح |
انظر التسهيل : ١٥٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٤٥ ـ ٢٤٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٠٨ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٦ ، الهمع : ٤ / ٢٧٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤٢.
(١) وقد ذكر في التسهيل صورة أخرى يغتفر فيها ذلك أيضا ، وهي : أن يكون المضاف إليه مضافا إلى ضمير المقرون بـ «أل» ، كقوله :
الودّ أنت المستحقة صفوه
وقد منع المبرد الجرّ في نحو ذلك وأوجب النصب ، قال المرادي : «ولكن الصحيح جوازه».
وقال ابن عقيل : والأفصح النصب.
انظر التسهيل : ١٣٧ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ٢ / ٢٠٣ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٥١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤٦.