يعني : أنّ وجود «أل» في الوصف المضاف إن كان مثنّى أو مجموعا على حدّه ، وهو الّذي اتّبع سبيل المثنّى في كون الإعراب بحرف بعده نون واحترز به من جمع التّكسير (١) ـ يكفي عن وجودها في المضاف (إليه) (٢) ، نحو «الضّاربا زيد» ، و «المكرمو عمرو».
وقوله : «سبيله اتّبع» أي : اتّبع سبيل المثنّى فيما ذكر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وربّما أكسب ثان أوّلا |
|
تأنيثا إن كان لحذف موهلا |
يعني : أنّ المضاف المذكّر يكتسب التّأنيث من المضاف إليه ، إذا كان مؤنّثا ، وذلك بشرط صحّة الاستغناء بالثّاني عن الأوّل ، وهو المنبّه عليه بقوله : «إن كان لحذف موهلا». يعني : إذا كان المضاف صالحا للحذف ، والاستغناء عنه بالثّاني ، كقول الشّاعر :
١٢٨ ـ مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
|
أعاليها مرّ الرّياح النّواسم |
فـ «مرّ» فاعل بـ «تسفّهت» ، ولحقت (٤) التّاء الفعل المسند (٥) إليه ، لاكتسابه
__________________
(١) لأنه مهما اقترنت بالأول لا بد من اقترانها بالثاني ، ولا كذلك الجمع الذي على حد المثنى.
انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٢.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
١٢٨ ـ من الطويل ، لذي الرمة غيلان ، من قصيدة له في ديوانه (٦١٦) ، أولها :
خليليّ عوجا النّاعجات فسلّما |
|
على طلل بين النّقا والأحارم |
ويروى : «يمشين» بدل «مشين» ، ويروى : «رويدا» بدل «مشين». قوله : «تسفهت أعاليها» أي : استخفت الريح أعالي الرماح فحركتها ، وأعالي الرماح : ما قرب من الموضع الذي يركب فيه السنان. النواسم : جمع ناسمة ، وهي أول الريح حين تهب بلين قبل أن تشتد. والبيت في وصف نسوة ، وحاصل معناه : أن كل واحدة منهن تميل وتتبختر في مشيتها. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٢ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٣٦٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤٨ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ٢٥ ، المقتضب : ٤ / ١٩٧ ، الخصائص : ٢ / ٤١٧ ، المحتسب : ١ / ٢٣٧ ، اللسان (سفه ، صدر ، قبل) ، شواهد ابن النحاس : ٨٠ ، شواهد ابن السيرافي : ١ / ٥٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٧ ، شواهد الجرجاوي : ١٥٧ ، شرح ابن الناظم : ٣٨٦ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٥٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣٩٨ ، كاشف الخصاصة : ١٧٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٢٠ ، الأصول : ٣ / ٤٨٠ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ٨٥.
(٣) في الأصل : وألحقت. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
(٤) في الأصل : المستند. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.