وهي الفصحى ، وهي لغة أهل الحجاز ، وكلمة كـ «سدرة» (١) ، وكلمة كـ «تمرة» ، وهما لغتان لبني تميم ، كذا قاله ابن هشام (٢).
وتعقّبه شعبان في عزوهما إلى بني تميم ، وإلى هذه الثّلاث لغات أشار في ألفيته بقوله (٣) :
فيها ثلاث من لغات الأمّه |
|
كلمة وكلمة وكلمه |
وقوله : «والقول عم» يعني : أنّ القول يعمّ الكلام ، لانطلاقه على المفيد وغيره ، والكلم ، لانطلاقه على المركب من كلمتين فأكثر ، والكلمة ، لانطلاقه على المفرد والمركّب ، فعلم أنّ بين القول والكلام ، والكلم والكلمة عموما وخصوصا مطلقا ، لصدقه عليهم وانفراده في مثل «غلام زيد» ، فإنّه ليس كلاما لعدم الفائدة ، ولا كلما لعدم الثلاثة ، ولا كلمة لأنّه ثنتان.
وأنّ القول على الأصحّ : عبارة عن اللفظ (المفرد أو) (٤) المركّب الدّالّ على معنى يصحّ السكوت عليه أولا (٥).
وقد يطلق القول لغة ويراد به الرأي والاعتقاد ، نحو «قال الشّافعيّ (بحلّ) (٦) كذا» أي : رأى ذلك واعتقد (٧).
وقوله :
وكلمة بها كلام قد يؤم
__________________
(١) السدرة : واحدة السدر ، وهو شجر النبق. انظر اللسان : ٣ / ١٩٧١ (سدر).
(٢) انظر شرح الشذور لابن هشام : ١١ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ١٥٨.
(٣) انظر ألفية شعبان الآثاري (كفاية الغلام في إعراب الكلام) : ٣٦.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧.
(٥) فشمل الكلمة والكلام والكلم شمولا بدليا ، أي : أنه يصدق على كل منها أنه قول إطلاقا حقيقيا ، ويقابل القول الأصح أقوال : فقيل : القول عبارة عن اللفظ المركب المفيد ، فيكون مرادفا للكلام. وقيل : هو عبارة عن المركب خاصة مفيدا كان أو غير مفيد ، فيكون أعم مطلقا من الكلام والكلم ، ومباينا للكلمة. وقيل : إنه مرادف للكلمة. وقيل : إنه مرادف للفظ.
انظر شرح الأشموني : ١ / ٢٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧ ، الهمع : ١ / ٣٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢١ ، شرح دحلان : ٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٧ ، حاشية الصبان : ١ / ٢٦ ، حاشية يس : ١ / ٢٧ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٥٦.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨.
(٧) وهو إطلاق مجازي إجماعا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨ ، الهمع : ١ / ٣٥ ، شرح المرادي : ١ / ٢١.