وقولهم : «كلمة الشهادة» ، يريدون (١) : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، وذلك كثير لا قليل ، كما يفهم من
النّظم ، لأنّ «قد يفعل» يشعر بالتقليل في عرف المصنّفين ، كما ذكره (٢) ابن هشام (٣).
ويطلق الكلام لغة ويراد به المفرد ، نحو «زيد» في «من أنت زيد» عند سيبويه (٤).
ويطلق الكلم لغة ، ويراد به الكلام نحو «الكلم الطّيّب» ، ذكر هذه الشّيخ خالد في (شرح) (٥) التّوضيح (٦).
ثم قال :
بالجرّ والتّنوين والنّدا وأل |
|
ومسند للاسم تمييز حصل |
لمّا ذكر (أنّ) (٧) أنواع (٨) الكلم ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف (٩) ـ أخذ
__________________
(١) في الأصل : يردون. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩.
(٢) في الأصل : ذكر. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩.
(٣) انظر أوضح المسالك (باب الإمالة) : ٢٩٣ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩ ، ٢ / ٣٥١.
(٤) قال سيبويه في الكتاب (١ / ١٦٢) : «ومثله قول بعض العرب : «من أنت زيد» أي : من أنت كلامك زيد». وانظر الكتاب : ١ / ١٤٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨. وقال الشيخ خالد في (١ / ١٧٧) : «من حذف المبتدأ وجوبا قولهم : «من أنت زيد» ، بالرفع ، فـ «زيد» خبر لمبتدأ محذوف وجوبا ، أي : مذكورك زيد وهذا التقدير أولى من تقدير سيبويه : «كلامك زيد» لأن المعاني لا يخبر عنها بالذوات ، ولأن زيدا ليس بكلام لعدم تركيبه.
وأجيب بأنه من باب إطلاق الكلام على المفرد ، وهو جائز لغة كما جاء في عكسه وهو إطلاق الكلمة على الكلام ، والمعنى على التقديرين : أن شخصا ذكر زيدا وهو ليس أهلا لذكره فقيل له : «من أنت زيد» يروى برفع «زيد» ، ونصبه ، فالرفع على ما مر ، والنصب بفعل محذوف وجوبا والتقدير : من أنت تذكر زيدا ، ومن ثم قال ابن طاهر في الرفع التقدير : مذكورك زيد ، فيكون المقدر في الرفع من لفظ المقدر في النصب ، والتزم حذف الرافع ، كما التزم حذف الناصب نص عليه سيبويه ، وأفاد ذلك تعظيم «زيد» وإجلاله ، وتحقير المخاطب وإذلاله». انتهى. وانظر إرشاد الطالب النبيل (١٠٥ / ب) ، أوضح المسالك : ٤٢ ، الهمع : ٣ / ٢٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٨٠.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٦) انظر شرح التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٨) في الأصل : الأنواع.
(٩) فالاسم ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، وهو ينقسم إلى اسم عين ، وهو الدال على معنى يقوم بذاته كـ «زيد وعمرو» ، وإلى اسم معنى وهو ما لا يقوم بذاته ، سواء كان معناه وجوديا كالعلم ، أو عدميا كالجهل. والفعل ما دل على معنى في