يذكر لكلّ واحد منها علامة يمتاز بها عن قسيميه (١) ، فذكر للاسم خمس علامات :
الأولى (٢) : الجرّ ، وهو عبارة البصريين ، وعبارة الكوفيين (٣) : الخفض (٤) ، والمراد به : الكسرة التي يحدثها عامل الجرّ أو نائبها ، سواء كان العامل حرفا ، أم إضافة ، أم تبعيّة ، وقد اجتمعت في البسملة ، فـ «اسم» مجرور بالحرف ، و «الله» مجرور بالإضافة ، و «الرّحمن» بالتّبعيّة (٥).
هذا هو الجاري على الألسنة ، والتحقيق خلافه ، لأنّ جرّ المضاف إليه بالمضاف ، وليست التبعية العامل ، وإنّما العامل (عامل) (٦) المتبوع في غير البدل (٧) ، كما بيّنت ذلك في إعرابي للخزرجيّة.
__________________
نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، وقيل : الفعل كون الشيء مؤثرا في غيره ، كالقاطع ما دام قاطعا ، وعرفه سيبويه بقوله : الفعل أمثلة أخذت من لفظ إحداث الأسماء ، وبنيت لما مضى ولما يكون ولما هو كائن لم ينقطع ، وحده بعض النحويين بأنه ما كان صفة غير موصوف أي : يوصف به ولا يكون موصوفا ، نحو «هذا رجل يقوم» فـ «يقوم» صفة لـ «رجل» ولا يجوز أن تصف «يقوم» بشيء. والحرف : ما دل على معنى في غيره ، نحو «من ، وإلى» وما أشبه ذلك ، وعرفه بعض النحويين بقولهم : الحرف ما خلا من دليل الاسم والفعل ، وقال آخرون : الحرف ما لا يستغنى عن جملة يقوم بها ، نحو «لن يقوم زيد» ، قال الزجاجي : وهذا وصف للحرف صحيح وليس بحد له. وقد أطلقه سيبويه على الضمائر ، كما أطلقه على أفعال المقاربة وكأنه يريد بالحرف الكلمة.
انظر الإيضاح في علل النحو للزجاجي : ٥٢ ـ ٥٣ ، ٥٤ ـ ٥٥ ، تعريفات الجرجاني : ٢٤ ، ٨٥ ، ١٦٨ ، الهمع : ١ / ٧ ، الكتاب : ١ / ٢ ، ٣٩٣ ، ٤٧٩ ، الفصول الخمسون : ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، شرح الرضي : ١ / ٩ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٧٤ ـ ١٧٥ ، ٦٣ ، معجم مصطلحات النحو : ١٠١.
(١) في الأصل : قسمية.
(٢) في الأصل : الأول.
(٣) في الأصل : الكوفيون. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠.
(٤) أما الجر فإنما سمي بذلك لأن معنى الجر الإضافة ، وذلك أن الحروف الجارة تجر ما قبلها فتوصله إلى ما بعدها ، كقولك : «مررت بزيد» فالباء أوصلت مرورك إلى زيد. وأما الخفض فهو بمعنى الجر ، تسمية أطلقها الكوفيون معللين لها بانخفاض الحنك الأسفل عند النطق به وميله إلى إحدى الجهتين.
انظر شرح ابن يعيش : ٢ / ١١٧ ، شرح المكودي : ١ / ٢٠ ، الإيضاح للزجاجي : ٩٣ ، معجم المصطلحات النحوية : ٤٣ ، ٧٦ ، مصطلحات الكوفيين النحوية (رسالة ماجستير) : ٢١٤.
(٥) والرحيم أيضا ، فهما مجروران بالتبعية لأنهما صفتان. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٠ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٣٤ ، إعراب الألفية : ٣.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٠.
(٧) قال ابن هشام في شرح الشذور (٣١٧) : «وإنما لم أذكر المجرور بالتبعية ـ كما فعل