لازما ، نحو : «أقائم زيد» ، وينصب المفعول إن كان فعله متعدّيا لواحد ، نحو «أضارب زيد عمرا» وينصب مفعولين إن كان فعله متعدّيا لاثنين ، نحو «أمعط زيد عمرا درهما» ، وينصب ثلاثة مفاعيل إن كان فعله متعدّيا لثلاثة ، نحو «أمعلم زيد عمرا بكرا منطلقا» ، وهذه كلّها مستفادة من قوله :
كفعله اسم فاعل في العمل
لكن لا يعمل العمل المذكور إلّا بشرطين :
أشار إلى الأوّل منهما بقوله :
إن كان عن مضيّه بمعزل
يعني : أنّ اسم الفاعل لا يعمل عمل فعله إلّا إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال ، لأنّه أشبه فعله في الحركات ، والسّكنات ، وعدد الحروف ، نحو «أنا ضارب زيدا غدا / ، أو الآن» ، فلو كان بمعنى المضيّ لم يعمل ، لأنّه لم يشبه فعله فيما ذكر (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وولي استفهاما أو حرف ندا |
|
أو نفيا أو جا صفة أو مسندا |
هذه إشارة إلى الشّرط الثّاني من شرطي إعمال اسم الفاعل ، وهو أن يعتمد على شيء قبله ، وذكر من ذلك خمسة مواضع :
__________________
(١) وأجاز عمله الكسائي ، وتبعه هشام وابن مضاء وجماعة ، مستدلين بقوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ.) وردّ بأنه حكاية حال. وهذا الخلاف في عمل الماضي دون «أل» بالنسبة إلى المفعول به ، فأما بالنسبة إلى الفاعل : فذهب بعضهم إلى أنه لا يرفع الظاهر ، وبه قال ابن جني والشلوبين. وذهب قوم إلى أنه يرفعه ، وهو ظاهر كلام سيبويه ، واختاره ابن عصفور.
وأما المضمر : فحكى ابن عصفور الاتفاق على أنه يرفعه ، وحكى غيره عن ابن طاهر وابن خروف أنه لا يرفعه ولا يتحمله.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١٠٤٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٦٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٥٥٠ ، شرح المرادي : ٣ / ١٤ ـ ١٥ ، الهمع : ٥ / ٨١ ـ ٨٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، ارتشاف الضرب : ٣ / ١٨٤ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ٢ / ١٩٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٠١.