الأوّل : أن يلي الاستفهام ، نحو «أضارب أنت عمرا».
الثّاني : أن يلي حرف النّداء ، نحو «يا طالعا جبلا» ، والظّاهر أنّ هذا اسم اعتمد على موصوف ، لأنّ التّقدير : يا رجلا طالعا جبلا ، وليس حرف النّداء ممّا (١) يقرّب من الفعل ، لأنّه خاص بالاسم (٢).
الثّالث : أن يلي نفيا ، نحو «ما ضارب أنت زيدا».
الرّابع : أن يكون (٣) صفة لموصوف ، نحو «مررت برجل ضارب عمرا» ، وفي ضمن ذلك : الحال ، لأنّها صفة في المعنى ، نحو «جاء زيد راكبا فرسا».
الخامس : أن يكون مسندا ، وشمل : الخبر ، وما أصله الخبر ، نحو «زيد ضارب عمرا» ، و «إنّ زيدا ضارب عمرا» ، و «كان زيد ضاربا عمرا» ، و «ظننت زيدا ضاربا عمرا» ، لأنّ اسم الفاعل في هذه المثل كلّها مسند (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وقد يكون نعت محذوف عرف |
|
فيستحقّ العمل الّذي وصف / |
يعني : أنّ اسم الفاعل يأتي معتمدا على موصوف محذوف ، فيستحقّ العمل ، كما يستحقّه ما هو صفة لمذكور (٥) ، كقول الشّاعر :
١٤٩ ـ كناطح صخرة يوما ليوهنها |
|
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل |
__________________
(١) في الأصل : من. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١١.
(٢) انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٦٦ ، شرح المكودي : ١ / ٢١١ ، ارتشاف الضرب : ٣ / ١٨٣.
(٣) في الأصل : تكون. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١١.
(٤) واعتماد اسم الفاعل على ما ذكر شرط في صحة عمله عند جمهور البصريين ، وذهب الأخفش والكوفيون إلى أنه لا يشترط ذلك.
انظر ارتشاف الضرب : ٣ / ١٨٤ ، شرح المرادي : ٣ / ١٦ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ١٩٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٩٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٦٦ ، الهمع : ٥ / ٨١ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٥٥٣.
(٥) في الأصل : لمذكر. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٢.
١٤٩ ـ من البسيط للأعشى ميمون من قصيدته المشهورة في ديوانه (٤٦) ، التي أولها :
ودّع هريرة إنّ الرّكب مرتحل |
|
وهل تطيق وداعا أيّها الرّجل |
ويروي : «ليوهيها» بدل «ليوهنها» كما يروى : «ليفلقها» بدل «ليوهنها» ، والوعل : تيس الجبل. والمراد بالبيت : أنك تكلف نفسك ما لا تصل إليه ويرجع ضرره عليك. والشاهد في قوله : «كناطح» فإنه اسم فاعل عمل عمل فعله لاعتماده على موصوف مقدر ، والتقدير : كوعل ناطح ، والاعتماد على الموصوف المقدر كالاعتماد على الموصوف الظاهر.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢١٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٦٦ ، شرح الكافية ـ