أي : كوعل ناطح.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن يكن صلة أل ففي المضيّ |
|
وغيره إعماله قد ارتضي |
يعني : أنّ اسم الفاعل إذا وقع صلة لـ «أل» ـ عمل العمل المذكور مطلقا ، حالا كان أو مستقبلا أو ماضيا (١) ، وإنّما عمل مطلقا ، لأنّه صار بمنزلة الفعل.
قال الشّارح : «لأنّه لمّا كان صلة للموصول ، وأغنى بمرفوعه عن الجملة الفعليّة ، أشبه الفعل معنى واستعمالا ، فأعطي حكمه في العمل ، كما أعطي حكمه في صحّة عطف الفعل عليه ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ)(٢) الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً [الحديد : ١٨] ، وقوله تعالى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) [العاديات : ٣ ـ ٤]». انتهى (٣).
قال المكوديّ : «جعله (٤) واقعا صلة «أل» مسوّغا لعطف الفعل عليه فيه نظر ، فإنّه قد جاء عطف الفعل على اسم الفاعل غير الواقع صلة لـ «أل» نحو قوله عزوجل : (أَوَلَمْ (٥) يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) (٦) [الملك : ١٩].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فعّال أو مفعال أو فعول |
|
في كثرة عن فاعل بديل / |
فيستحقّ ما له من عمل |
|
وفي فعيل قلّ ذا وفعل |
__________________
لابن مالك : ٢ / ١٠٣٠ ، القصائد العشر : ٤٣٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٩٥ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٥٢٩ ، شذور الذهب : ٣٩٠ ، شواهد الفيومي : ١٢٠ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٢٦ ، شواهد الجرجاوي : ١٧٩ ، أوضح المسالك : ١٥٨ ، فتح رب البرية : ٢ / ٣٥٩ ، شواهد العدوي : ١٧٩ ، شرح ابن الناظم : ٤٢٤.
(١) هذا مذهب الجمهور. وقال الأخفش : لا يعمل الماضي بحال ، و «أل» فيه معرفة كهي في «الرجل» ، لا موصولة ، والنصب بعده على التشبيه بالمفعول به. وقال الفارسي والرماني وجماعة : يعمل ماضيا فقط ، لا حالا ، ولا مستقبلا. وردّ بأن العمل حينئذ أولى. وقيل : لا عمل له ، والمنصوب بعده منصوب بفعل مضمر ، ونقل عن المازني.
انظر ارتشاف الضرب : ٣ / ١٨٥ ، الهمع : ٥ / ٨٢ ـ ٨٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٩٦ ، شرح المرادي : ٣ / ١٨ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ١٩٨ ـ ١٩٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٠١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٢ ، شرح ابن الناظم : ٤٢٥.
(٣) انظر شرح ابن الناظم : ٤٢٥ ، شرح المكودي : ١ / ٢١٢.
(٤) في الأصل : جملة. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٢.
(٥) في الأصل : ألم. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٢.
(٦) انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٢.