ثمّ قال رحمهالله :
كالشّبه الوضعيّ في اسمي جئتنا |
|
والمعنويّ في متى وفي هنا |
وكنيابة عن الفعل بلا |
|
تأثّر وكافتقار أصّلا |
نوّع شبه الحرف إلى أربعة أنواع :
الأول : الشّبه الوضعيّ ، وهو ما أشبه الحرف في كونه موضوعا على حرف أو حرفين ، وهو المشار إليه بقوله :
كالشّبه الوضعيّ في اسمي جئتنا
وهما : «التاء ونا» ، فـ «التاء» مبنية لشبهها بالحرف في وضعها على حرف واحد ، فإنّها في حال الكسر شبيهة بنحو «باء» الجرّ ، وفي حال الفتح شبيهة بنحو «واو» العطف ، وفي حال الضّمّ (١) شبيهة بنحو «م الله» (٢) في القسم (٣).
و «نا» مبنيّ أيضا لشبهه ـ في وضعه على حرفين ـ بالحرف ، نحو «قد».
وإنّما أعرب «أب وأخ» / لضعف الشّبه بكونه عارضا ، فإنّ أصلهما (٤) قبل الحذف «أبو ، وأخو» بدليل قولهم في التثنية : «أبوان وأخوان».
والثاني : الشّبه المعنويّ ، وهو ما أشبه الحرف في المعنى ، وهو المشار إليه بقوله : «والمعنويّ» أي : الشّبه المعنويّ في «متى» وفي «هنا». أمّا «متى» فأشبهت همزة الاستفهام إذا كانت استفهاما ، و «إن» الشّرطية إذا كانت شرطا ، وأمّا «هنا» فأشبهت معنى حرف لم يستعمل ، لأنّ «هنا» اسم إشارة ، والإشارة
__________________
١ / ٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٤٧ ، شرح الأزهرية مع حاشية العطار عليه : ٣٥ ، التبيين للعكبري : ١٥٠ ، شرح الألفية لابن باديس : (١٩ / أ) ، إرشاد الطالب النبيل : (١٨ / أ) ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٢٠٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٣٥ ـ ٥٣٦.
(٣) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٧ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٨ / أ) ، شرح ابن باديس : (١٩ / أ) ، قال العطار في حاشيته (٣٥) : «والصحيح الذي عليه الجمهور أنه معرب بحركات مقدرة ، فهو من قسم المعرب تقديرا».
(١) في الأصل : وفي مثال الضمة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٨.
(٢) في الأصل : يا لله.
(٣) في لغة من ضم الميم ، إذا لم تكن محذوفة من «ايمن». انظر : التصريح على التوضيح : ١ / ٤٨ ، الجنى الداني : ١٣٩ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٥٢٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٣٤ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٤١.
(٤) في الأصل : أصلها. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٨.