وقوله : «وكلا» يعني : أنّ «كلا» ترفع أيضا بالألف كالمثنّى ، لكن بشرط إضافته إلى المضمر ، وإلى ذلك أشار بقوله :
إذا بمضمر مضافا وصلا
وفهم من عطفه «كلا» على المثنّى أنّ «كلا» ليس بمثنّى ـ كما قدّمناه (١) ـ ، فتقول : «قام الزيدان كلاهما» ، وقيّده بإضافته إلى المضمر احترازا من المضاف إلى الظّاهر ، فإنّه يعرب (٢) حينئذ بحركات مقدرة في الألف.
وقوله : «كلتا» أي : «كلتا» مثل «كلا» في أنّه يرفع بالألف بشرط إضافته إلى المضمر.
وفهم أيضا من قوله : «كلتا كذاك» أنّ «كلتا» ليس بمثنّى على مقتضى التشبيه ، كما أشرنا إليه أيضا ، فتقول «جاءني المرأتان كلتاهما».
وقوله :
... اثنان واثنتان |
|
كابنين وابنتين يجريان |
يعني : أنّ «اثنين واثنتين» / يرفعان بالألف كالمثنّى من غير شرط ، ولذلك شبّههما بالمثنّى الحقيقيّ ، وهما : «ابنان وابنتان» سواء أفردا أو ركّبا مع العشرة ، أو أضيفا إلى ظاهر أو مضمر ، ويمتنع إضافتهما (٣) إلى ضمير تثنية ، فلا
__________________
المكسر ، والرابع لتثنية اسم الجمع ، والخامس لتثنية اسم الجنس. والجمهور من المتأخرين ـ منهم ابن مالك ، ونسبه أبو حيان للكوفيين ، وابن الأنباري للبصريين ، وقطرب والزجاج والزجاجي ـ على أن إعراب المثنى والجمع بالحروف المذكورة وهو مذهب سيبويه. وقيل : بحركات مقدرة فيما قبلها ، وهي الدال من «الزيدان والزيدون والزيدين» مثلا ، وهو رأي الأخفش. وقيل : بحركات مقدرة في الألف والواو والياء ، ونسب للخليل وسيبويه ، واختاره الأعلم والسهيلي. وقيل : الحروف دلائل إعراب بمعنى أنك إذا رأيتها فكأنك رأيت الإعراب ، وبه فسر أبو علي مذهب الأخفش ، ونسب في الإنصاف للأخفش والمبرد والمازني. وقيل : الإعراب ببقاء الألف والواو رفعا ، وانقلابهما ياء نصبا وجرا ، وعليه الجرمي والمازني وابن عصفور ، وهذا بناء على أن الإعراب معنوي لا لفظي.
انظر الهمع : ١ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، الإنصاف (مسألة : ٣) : ١ / ٣٣ ، الكتاب : ١ / ٤ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١١٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٨٨ ، شرح الرضي : ٢ / ١٧٣ ، الإيضاح للزجاجي : ١٣٠ ، ١٤١ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، المقتضب : ٢ / ١٥٤.
(١) انظر ٨٢ ـ ٨٣ من هذا الكتاب.
(٢) في الأصل : يعر. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٦.
(٣) في الأصل : إضافتها. انظر التصريح : ١ / ٦٨.