يقال : «جاء الرّجلان اثناهما ، والمرأتان اثنتاهما» لأنّ ضمير التثنية نصّ في الاثنين ، فإضافة الاثنين إليه من إضافة الشّيء إلى نفسه. قاله ابن هشام (١).
واثنتان لغة الحجازيّين ، وثنتان لغة التّميميّين (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وتخلف اليا (٣) في جميعها الألف |
|
جرّا ونصبا بعد فتح قد ألف |
يعني : أنّ الياء تخلف (٤) الألف في النّصب والجرّ في جميع ما ذكر من التثنية وما ألحق بها (فتكون الياء) (٥) علامة للجرّ والنّصب نحو «مررت بالزّيدين والاثنين كليهما ، ورأيت الزّيدين والاثنين كليهما».
وقوله : «بعد فتح قد ألف» يعني : أنّ «الياء» في الجرّ والنّصب يفتح ما قبلها كالفتح المعهود في الرّفع ، وهو المراد بقوله : «قد ألف».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وارفع بواو وبيا (اجرر) (٦) وانصب |
|
سالم جمع عامر ومذنب |
وشبه ذين وبه عشرونا |
|
وبابه ألحق والأهلونا |
أولو وعالمون (٧) علّيّونا |
|
وأرضون شذّ والسّنونا |
وبابه ومثل حين قد يرد |
|
ذا الباب وهو عند قوم يطّرد |
أشار بهذا إلى الباب الثّالث من أبواب النيابة السبعة / ، وهو باب جمع
__________________
(١) قال ابن هشام في شرح اللمحة (١ / ٢١٧) : «فالأوّلان : «اثنان واثنتان» فحكمهما حكم المثنى ، سواء أفردا ، أو ركبا ، أو أضيفا ، فمثال المفرد نحو قوله تعالى : (شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ،) فـ «شهادة» مبتدأ ، و «اثنان» خبره مرفوع بالألف وهو على حذف مضاف ، أي : شهادة اثنين ، ومثال المركب : «فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا» ، «اثنتا» فاعل مرفوع بالألف ، و «عشرة» مبني على الفتح لتضمنه معنى واو العطف ، إذ الأصل : اثنتان وعشرة ، ومثال المنصوب : «وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا» ، والمخفوض كذلك ، ومثال المخفوض ، «اثناك واثناكم» انتهى. وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٦٨.
(٢) انظر شرح الشذور : ٥٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٦٨ ، الهمع : ١ / ١٣٥ ، شرح الأشموني : ١ / ٧٨ ، المطالع السعيدة : ٩٧.
(٣) في الأصل : وتخلفها الياء. انظر الألفية : ١٠ ، شرح المكودي : ١ / ٣٦.
(٤) في الأصل : تختلف. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٦.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ١٠ ، شرح المكودي : ١ / ٣٦.
(٧) في الأصل : أولون عالمون. انظر الألفية : ١١ ، شرح المكودي : ١ / ٣٦.