ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
كذا أولات والّذي اسما قد جعل |
|
كأذرعات فيه ذا أيضا قبل |
هذا هو الملحق بجمع المؤنث السّالم ، وهو نوعان :
الأوّل : أولات ، بمعنى ، ذوات ، ولا مفرد له من لفظه ، وواحده في المعنى : ذات ، بمعنى : صاحبة (١) ، وإليه أشار بقوله : «كذا أولات» ، يعني : أنّ «أولات» يلحق بجمع المؤنّث السّالم فيجرّ وينصب بالكسرة (نحو (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ) [الطلاق : ٦] ، فـ «أولات» خبر «كان» وهو منصوب بالكسرة) (٢) ، واسمها ضمير النّسوة ، وهو النّون المدغمة في نونها (٣).
والثّاني : ما سمّي به من جمع المؤنث السّالم ، وإليه أشار بقوله :
... والّذي اسما قد جعل |
|
... إلى آخر البيت. |
يعني : أنّ ما سمّي به من هذا الجمع يعرب إعرابه فيجرّ وينصب بالكسرة مع التّنوين ، فتقول في رجل اسمه «هندات» : «رأيت هندات ، ومررت بهندات» ، كما كان قبل التسمية ، ومنه «أذرعات» ، تقول : «سكنت أذرعات»
__________________
ـ ـ وابن سيده هو علي بن إسماعيل (وفي رواية : أحمد ، وقيل : محمد) الأندلسي الضرير ، المعروف بابن سيده ، أبو الحسن ، عالم بالنحو ، واللغة ، والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها ، ولد بمرسية سنة ٣٩٨ ه ، وتوفي في بداية سنة ٤٥٨ ه (وفي رواية : ٤٤٨ ه) ، من مؤلفاته : المحكم في لغة العرب ، المخصص ، شرح الحماسة لأبي تمام ، الوافي في علم العروض ، وغيرها ، وله شعر.
انظر بغية الوعاة : ٣٢٧ ، إنباه الرواة : ٢ / ٢٢٥ ، معجم الأدباء : ١٢ / ٢٣١ ، مرآة الجنان : ٣ / ٨٢ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٣٦ ، البداية والنهاية : ١٢ / ٩٥ ، شذرات الذهب : ٣ / ٣٠٥ ، هدية العارفين : ١ / ٦٩١.
(١) وأصل «أولات» : «أولي» بضم الهمزة وفتح اللام ، قلبت الياء ألفا ، ثم حذف لاجتماعهما مع الألف والتاء المزيدين ، ووزنه «فعات».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٢ ، حاشية الصبان : ١ / ٩٣ ، حاشية الخضري : ١ / ٤٧.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٢.
(٣) وأصل «كن» : «كون» بضم الواو بعد النقل إلى باب «فعل» بضم العين ، فاستثقلت الضمة على الواو فنقلت منها إلى ما قبلها بعد سلب حركة ما قبلها ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٢ ، حاشية الصبان : ١ / ٩٣ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٤١.