على الثّلاثة ، ولا تأثير لحركة وسطه ، كـ «حكم» (١) ، ولا نحو «عبد الله» (٢) ، لأنّه مضاف (٣) ، ولا نحو «برق نحره» ، لأنّ فيه إسنادا (٤).
ثمّ قال رحمهالله :
ومع الآخر احذف الّذي تلا |
|
إن زيد لينا ساكنا مكمّلا |
أربعة فصاعدا والخلف في |
|
واو وياء بهما فتح قفي |
إذا حذف الآخر للتّرخيم ، وكان ما قبله صحيحا ـ أقرّ ، فلم يحذف (٥) ، وإن كان معتلا ، وهو المراد بقوله : «لينا» حذف مع الآخر ، سواء كان واوا ، كـ «منصور» ، أو ياء ، كـ «مسلمين» ، أو ألفا ، كـ «مروان» ، وإنّما يحذف (٦) بشرطين :
أحدهما : أن يكون ساكنا.
الثّاني : أن يكون مكمّلا أربعة (٧) أحرف فصاعدا ـ كما مثّل ـ ، ومن وروده :
__________________
(١) هذا مذهب البصريين ، وإليه ذهب الكسائي من الكوفيين. وذهب الكوفيون إلى جواز ترخيم الاسم الثلاثي إذا كان أوسطه متحركا ، وذلك نحو قولك في «عنق» : «يا عن» ، وفي «كتف» ، «يا كت». ونقل ابن بابشاذ أن الأخفش وافق الكوفيين على ذلك ، وفي شرح ابن عصفور وغيره أن ذلك مذهب الفراء. وذهب بعضهم إلى أن الترخيم يجوز في الأسماء على الإطلاق.
انظر الإنصاف (مسألة : ٤٩) : ١ / ٣٥٦ ، شرح المرادي : ٤ / ٤٣ ، الهمع : ٣ / ٨١ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١١٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٥ ، التسهيل : ١٨٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٥٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٥.
(٢) في الأصل : ولا نحو عبد الله. مكرر.
(٣) وأجازه الكوفيون بحذف آخر المضاف إليه ، كقوله :
خذوا حظكم يا آل عكرم واذكروا
وهو عند البصريين نادر. انظر الإنصاف (مسألة : ٤٨) : ١ / ٣٤٧ ، شرح المرادي : ٤ / ٤٥ ، الهمع : ٣ / ٧٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٥ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٩.
(٤) في الأصل : إسناد.
(٥) وذهب الكوفيون إلى أن ترخيم الاسم الذي قبل آخره حرف ساكن يكون بحذفه وحذف الحرف الذي بعده ، وذلك نحو قولك في «قمطر» : «يا قم» ، وفي «سبطر» : «يا سب» ، وما أشبه ذلك ونسب للفراء.
انظر الإنصاف (مسألة : ٥٠) : ١ / ٣٦١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٥٧ ، شرح المرادي : ٤ / ٤٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٧.
(٦) في الأصل تحذف.
(٧) في الأصل : لأربعة.