وإلى هذه المسألة أشار بقوله :
... والخلف في |
|
واو وياء بهما فتح قفي |
لأنّه لا يتصوّر قبلهما حركة غير مجانسة ، إلّا الفتحة ، فلا يتصوّر ضمّة قبل الياء ، ولا كسرة (١) قبل الواو.
ولا خلاف في الواو والياء من نحو «مصطفون ومصطفين» وإن كان قبلهما فتح ، لأنّ الحركة المجانسة فيهما مقدّرة ، وإنّما عدل إلى الفتح للّبس (٢) باسم الفاعل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والعجز احذف من مركّب وقل |
|
ترخيم جملة وذا عمرو نقل |
هذا القسم الثّاني من قسمي التّرخيم ، وهو ما تحذف منه الكلمة الأخيرة ، وهو المركّب تركيب مزج ، فإنّك تحذف عجزه ، فتقول في «معدي كرب ، وسيبويه» مرخّمين : «يا معدي ، ويا سيب» (٣).
وقلّ ترخيم الجملة المنقولة إلى العلميّة لحذف عجزها ، وهذا نقله عمرو أبو بشر إمام / النّحو الملقّب بـ «سيبويه» في باب النّسب في كتابه لا في باب التّرخيم (٤).
__________________
(١) في الأصل : ولا كثرة.
(٢) في الأصل : اللبس.
(٣) وقال ابن كيسان : لا يجوز حذف الثاني من المركب ، بل إن حذفت الحرف أو الحرفين فقلت : «يا بعلب ويا حضرم» لم أر به بأسا ، والمنقول أن العرب لم ترخم ـ أي : المركب ـ ، وإنما أجازه النحويون. ومنع الفراء ترخيم المركب من العدد إذا سمي به. ومنع أكثر الكوفيين ترخيم ما آخره «ويه» ، وذهب الفراء إلى أنه لا يحذف مه إلا الهاء ، فتقول : «يا سيبوي» ، ونسب إليه أنه قال : ثم تقلب الياء ألفاء فيقال : «يا سيبوا».
انظر شرح المرادي : ٤ / ٥٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، الهمع : ٣ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٤) انظر الكتاب : (٢ / ٨٨) ونص في باب الترخيم على المنع فقال (١ / ٣٤٢): «واعلم أن الحكاية لا ترخم لأنك لا تريد أن ترخم غير منادى وليس مما يغيره النداء ، وذلك نحو «تأبط شرا وبرق نحره» وما أشبه ذلك». انتهى. قال ابن مالك : وأكثر النحويين لا يجيزون ترخيم المركب المضمن إسنادا كـ «تأبط شرا» وهو جائز ، لأن سيبويه حكى ذلك في بعض أبواب النسب فقال : «تقول في النسب إلى «يا تأبط شرا» : تأبطي ، لأن من العرب من يقول : «يا تأبط» ، ومنع ترخيمه في باب الترخيم ، فعلم بذلك أن منع ترخيمه كثير ، وجواز ترخيمه قليل. انتهى.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٥٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٤ ـ ١٨٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٩ ، شرح دحلان : ١٣٨ ، شرح ابن الناظم : ٦٠٠ ، شرح المرادي : ٤ / ٥٠.