وفهم من تنصيصه على القلّة في «أفعل» ، و «فعل» : أنّ الوزنين السّابقين كثيران. وقوله :
وبسوى الفاعل قد يغني فعل
يعني : أنّ «فعل» ـ المفتوح العين ـ قد يأتي اسم فاعله على وزن غير «فاعل» ، ولم يذكر الوزن الّذي يأتي على غير «فاعل».
وفهم منه أنّه غير مخصوص بوزن واحد ، والّذي جاء من ذلك «طاب فهو طيّب ، وشاخ فهو شيخ ، وشاب فهو أشيب ، وعفّ فهو عفيف».
وفهم من قوله : «قد يغني» : التّقليل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وزنة المضارع اسم فاعل |
|
من غير ذي الثّلاث كالمواصل |
مع كسر متلوّ الأخير مطلقا |
|
وضمّ ميم زائد قد سبقا |
لمّا فرغ (من) (١) اسم الفاعل من الثلاثيّ ، شرع في بيان اسم الفاعل / من غيره ، فذكر له ضابطا ، وهو أنّه إذا أردت اسم الفاعل من غير الثلاثيّ أتيت بوزن مضارعه ، إلّا أنّك تكسر ما قبل الآخر ، وتجعل عوض حرف المضارعة ميما زائدة مضمومة.
وشمل غير الثلاثيّ : الرباعيّ الأصول ، كـ «يدحرج» ، والرباعيّ المزيد ، كـ «يحرنجم» ، والثلاثيّ المزيد ، كـ «ينطلق» و «يستخرج» ، فتقول في اسم الفاعل من «دحرج» : «مدحرج» ، ومن «احرنجم» : «محرنجم» ، ومن «انطلق» : «منطلق» ، ومن «استخرج» : «مستخرج».
ومعنى قوله : «مع كسر متلوّ الأخير» ـ يعني : أنّه إذا كان مفتوحا في المضارع ، كسر في اسم الفاعل ، نحو «يتدحرج فهو متدحرج».
وفهم من قوله : «مطلقا» (٢) أنّه إذا كان مكسورا في المضارع ـ يكسر في اسم الفاعل ، فتكون الكسرة غير الكسرة ، نحو «منطلق» ، في «ينطلق».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٣.
(٢) في الأصل : منطلقا. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٣.