معطوف ، نحو «إيّاك الأسد ، وإيّاك (١) من الأسد» أو مكرّرا ، نحو :
٢١٤ ـ إيّاك إياك المراء ... |
|
... |
فإنّ تقدير العامل (لا) (٣) يختلف في ذلك ، فتقدير الأوّل : احذر تلاقي نفسك والشّرّ (٤) ، ثمّ حذف المضاف الأوّل ـ وهو «تلاقي» ـ ، وأقيم الثّاني مقامه ، ثمّ حذف الثّاني ، وأقيم الثالث ـ وهو الضّمير ـ مقامه ، فانتصب (٥) ، فعطف عليه بالنّصب ، ثمّ حذف الفعل ، فانفصل الضّمير (٦).
وكذلك تقدير الثّاني (٧) والثالث (٨) ، إلّا أنّه كرّر فيه (٩) الضّمير تأكيدا (١٠).
__________________
(١) في الأصل : الواو. ساقط.
٢١٤ ـ من الطويل للفضل بن عبد الرحمن القرشي ، قاله لابنه القاسم ، وتمامه :
إيّاك إيّاك المراء فإنّه |
|
إلى الشّرّ دعّاء وللشّر جالب |
وقد تقدم الكلام عليه في صفحة ٧٢ / ٢. والشاهد في قوله : «إياك إياك» حيث ذكر المحذر بلفظ «إيا» مكررا ، وهو المحذر منه منصوبان بفعل واجب الحذف ، والتقدير : جنب نفسك المراء. وعند سيبويه أن نصب المراء بإضمار فعل لأنه لم يعطف على «إياك» ، والتقدير : اتق المراء ، كما يقدر فعلا آخر ينصب «إياك». وقال المازني : لما كرر «إياك» مرتين ، كان أحدهما عوضا من الواو. وابن أبي إسحاق ينصب المراء على أن أصله : إياك من المراء ، فحذف حرف الجر لما كان المراء بمعنى : أن تماري.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) في الأصل : والأسد. راجع الأشموني : ٣ / ١٨٨.
(٤) في الأصل : فانفصل. راجع التصريح : ٢ / ١٩٣٠.
(٥) وقيل : يجب تقدير الناصب بعد «إياك» والأصل : «إياك احذر» ، لأنه لو قدر قبله لاتصل به ، فقيل : احذرك ، فيلزم تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل ، وذلك خاص بأفعال القلوب وما ألحق بها. واختلف في إعراب ما بعد الواو على أقوال : فقيل : هو معطوف على «إياك» والتقدير : احذر نفسك أن تدنو من الشر ، والشر أن يدنو منك ، وهذا مذهب كثير منهم السيرافي واختاره ابن عصفور. وذهب ابن طاهر وابن خروف إلى أن ما بعد الواو منصوب بفعل آخر محذوف ، فهو عندهما من قبيل عطف الجمل. واختار ابن مالك في شرح التسهيل قولا ثالثا : وهو أن يكون معطوفا عطف مفرد على تقدير : اتق تلافي نفسك والشر ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، الهمع : ٣ / ٢٥ ـ ٢٧ ، شرح المرادي : ٤ / ٦٦ ـ ٦٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٥٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٨١.
(٦) الثاني : هو كون المحذر غير معطوف عليه بالواو ، نحو «إياك الأسد» و «إياك من الأسد».
وقد اختلف في تحقيق العامل المحذوف : فقيل : عامله فعل متعد لاثنين ، والتقدير : جنب نفسك الأسد ، وجنب نفسك من الأسد أو أحذرك الأسد ، وأحذرك من الأسد ، وإليه ذهب أبو البقاء ، وتبعه ابن الناظم. وقال الجمهور : عامله فعل متعد لواحد ، والأصل في «إياك من الأسد» : باعد نفسك من الأسد ، ثم حذف «باعد» وفاعله المستتر فيه ، فصار : نفسك من