ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ودون عطف ذا لإيّا انسب وما |
|
سواه ستر فعله لن يلزما |
إلّا مع العطف أو التّكرار |
|
كالضّيغم الضّيغم يا ذا السّاري |
قد تقرّر أنه مع العطف يكون العامل فيهما مضمرا ، فبدون العطف / يكون العامل في «إيّا» واجب الاستتار أيضا.
وما سوى التّحذير بـ «إيّا» إن كان مفردا ، غير معطوف ـ لم يجب ستر العامل فيه ، سواء ذكرت المحذّر ، نحو «رأسك» ، أو المحذّر منه (١) ، نحو «الأسد» فيجوز ظهور العامل فيهما ، ومنه :
٢١٥ ـ خلّ الطّريق لمن يبني المنار به |
|
... |
وإن كان مكرّرا ، نحو «الضّيغم الضّيغم» يريد : الأسد الأسد ، أو معطوفا
__________________
الأسد ، وحذف المضاف ، وهو «نفس» ، فانفصل الضمير ، وانتصب ، فصار «إياك من الأسد» ، فـ «إياك» منصوب «باعد» محذوفا ، و «من الأسد» متعلق بذلك المحذوف. وعلى هذا القول يمتنع نحو «إياك الأسد» لما يلزم عليه من حذف «من» ونصب المجرور ، وهو غير مطرد إلا مع «أن» بتشديد النون ، و «أن» بسكونها ، و «كي».
انظر في ذلك المساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل : ٢ / ٥٧٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٣ ، شرح ابن الناظم : ٦٠٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٨٩ ، شرح الرضي : ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٣٠٥.
(٧) وهو كون المحذر مكررا نحو «إياك إياك المراء».
(٨) أي : في الثالث.
(٩) في الأصل : تأكيد.
(١) في الأصل : والمحذر منه.
٢١٥ ـ من البسيط لجرير الخطفي من قصيدة له في ديوانه (٢٨٤) يخاطب بها عمرو بن لجأ التميمي ، وعجزه :
وابرز ببرزة حيث اضطرّك القدر
والمعنى : تنح عن طريق الفضل والشرف والفخر وخله لمن هو أحق منك به ممن يعمره ويبني مناره ، وابرز ببرزة إلى حيث اضطرك القدر من اللؤم والضعة وبرزة : إحدى جدات عمرو بن لجأ فعيره بها. والشاهد في قوله : «خل الطريق» حيث أظهر فيه الفعل الناصب ـ وهو «خل» ـ مع ذكر المحذر منه وهو الطريق.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٥ ، التبصرة والتذكرة : ٢٦٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩١ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٠٧ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ١٢٨ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٣٤٢ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٣٠ ، اللسان (برز) ، أوضح المسالك : ٢١٣.