عليه نحو «رأسك والسّيف» أو عطف أحد المحذّر منهما على الآخر ، كـ (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(١) [الشمس : ١٣] ، فاستتار الفعل النّاصب في ذلك كلّه واجب ، كما يجب مع «إيّا» (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وشذّ إيّاي وإيّاه أشذ |
|
وعن سبيل القصد من قاس انتبذ |
«إيّا» المستعملة في التّحذير (هي) (٣) المردفة بالكاف التي للخطاب نحو «إيّاك ، وإيّاك ، وإيّاكما ، وإيّاكم ، وإيّاكنّ».
وشذّ استعماله مردوفا بما يدلّ على التّكلّم ، كقول عمر رضياللهعنه : «وإيّاي ونعم ابن عفّان» (٤).
__________________
(١) والتقدير : احذروا ناقة الله وسقياها. انظر شرح دحلان : ١٤٠.
(٢) وأجاز بعضهم إظهار العامل مع المكرر ، وقال الجزولي : يقبح فيه الإظهار ولا يمتنع.
انظر شرح المرادي : ٤ / ٦٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩١ ، الهمع : ٣ / ٢٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) روى البيهقي في سننه (٦ / ١٤٦ ـ ١٤٧) أن عمر رضياللهعنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى فقال له : «يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مجابة ، وادخل الصريمة والغنيمة ، وإياي ونعم ابن عفان ونعم ابن عوف ، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع ... الخ». وروي بلفظ : «إياي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان» في صحيح البخاري : ٤ / ٨٧ ، فتح الباري : ٦ / ١٧٥ ، جمع الجوامع للسيوطي (مسند عمر) : ١ / ١١٤٧ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٥٨. ومثله قول عمر رضياللهعنه أيضا : «لتذك لكم الأسل والرّماح والسّهام وإيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب». فقيل الكلام جملتان ، ثم قال الزجاج أصله : «إياي وحذف الأرنب وإياكم وحذف الأرنب» ، فحذف من كل جملة ما أثبت في الأخرى ، وقال الجمهور أصله : «إياي باعدوا عن حذف الأرنب ، وباعدوا أنفسكم أن يحذف أحدكم الأرنب» ، ثم حذف من الأول المحذور ، وهو حذف الأرنب ـ وحذف من الثاني المحذر ـ وهو باعدوا أنفسكم. وقيل : الكلام جملة واحدة ، ثم اختلف. فقيل : حذفت أربعة أشياء ، وأصله : «إياي باعدوا عن حذف الأرنب وحذف الأرنب عني» ، فحذف فعل وفاعل ومفعول مقيد وما عطف على هذا المفعول المقيد ، فإن الواو عطفت شيئين على شيئين. وقال السيرافي : حذف شيئين فقط وأصله : «باعدوني وحذف الأرنب». قال الأزهري : «ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الضعف».
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٤ ، الكتاب : ١ / ١٣٨ ، شرح الأشموني : ١٩١ ـ ١٩٢ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٣٠٧ ، شرح ابن الناظم : ٦٠٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨٩.