هذا هو القسم الثاني ، وهو ما يجزم فعلين يقتضيهما ، يسمّى المقدّم منهما شرطا (١) ، والتّالي له جزاء وجوابا (٢) ، وهو إحدى عشرة أداة ، منها أداتان حرفان ، وهما : «إن» بالاتّفاق (٣) ، وهي أمّ الباب ، والجزم بها كثير ، و «إذما» (٤) عند الأكثرين (٥) ، ومن استعمالها قوله :
٢٦١ ـ وإنّك إذما تأت (ما أنت) (٧) آمر |
|
... |
__________________
(١) اختلف في جازم الشرط : فذهب جمهور البصريين إلى أن الجازم للشرط هو الأداة. وقيل : إن الشرط والجزاء تجازما ، نقله ابن جني عن الأخفش.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٨ ، الأشموني مع الصبان : ٣ / ١٦ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٧١ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٥٤ ، الإنصاف : ٢ / ٦٠٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٤٤ ، جواهر الأدب : ٣٤٤ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٤٢.
(٢) في الأصل : وجوبا. راجع التصريح : ٢ / ٢٤٨ ، وقد اختلف أيضا في الجازم للجزاء على أقوال :
الأول : أن الأداة هي الجازمة له ، قيل : وهو مذهب المحققين من البصريين ، وعزاه السيرافي إلى سيبويه.
الثاني : ذهب الأخفش إلى أن الجزم بفعل الشرط ، واختاره في التسهيل.
الثالث : أن الجزم بالأداة والفعل معا ، وهو مذهب المبرد ، ونسب إلى سيبويه والخليل.
الرابع : أن الجزم بالجوار ، وهو مذهب الكوفيين.
انظر الإنصاف (مسألة : ٨٤) : ٢ / ٦٠٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٤٤ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٥ ـ ١٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٨ ، شرح الرضي : : ٢ / ٢٥٤ ، التسهيل : ٢٣٧ ، المقتضب : ٢ / ٤٨ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٧١ ـ ٤٧٢ ، جواهر الأدب : ٣٤٤ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٤١.
(٣) انظر أوضح المسالك : ٢٣٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٧ ، الهمع : ٤ / ٣٢١.
(٤) في الأصل : و «إذا». راجع التصريح : ٢ / ٢٤٧.
(٥) وهو مذهب سيبويه. وذهب المبرد في أحد قوليه ، وابن السراج والفارسي ومن تابعهم : إلى أنها اسم ظرف زمان زيد عليه «ما». قال السيوطي : وأنكر قوم الجزم بها وخصوه بالضرورة كـ «إذا».
انظر الكتاب : ١ / ٤٣١ ـ ٤٣٣ ، المقتضب : ٢ / ٤٦ ، مغني اللبيب : ٤ / ٣١٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٣٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٦٢٢ ، التسهيل : ٢٣٦ ، الجنى الداني : ١٩٠ ـ ١٩١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٩٥ ، الهمع : ٤ / ٣١٨ ، ٣٢١ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٤٧ ، الإيضاح لابن الحاجب : ٢ / ٣٥.
٢٦١ ـ من الطويل ولم أعثر على قائله ، وعجزه :
به تلف من إيّاه تأمر آتيا
ويروى : «تأب» بدل «تأت» ، و «أبيا» بدل «آتيا» ، وهي من الإباء أي : الامتناع ، و «تأت» و «آتيا» من الإتيان ، وهو المجيء. تلف : من ألفى إذا وجد. ويروى البيت :