وباقي الأدوات أسماء بلا خلاف ، إلا في «مهما» (١).
ومن الجزم بـ «من» ، نحو : (وَمَنْ)(٢) يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً [الفرقان : ٦٨]. ومنه بـ «ما» : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة : ١٩٧]. ومنه بـ «مهما» :
٢٦٢ ـ ومهما تكن عند امرىء من خليقة |
|
ولو خالها تخفى على النّاس تعلم |
والأكثرون على أنّها مركّبة (٤) ، وهل هي مركبة من (ما) (٥) الشرطيّة ، و «ما» (٦) الّتي تزاد بعد «إن» ، ثمّ أبدلت ألف الأولى هاء ، أو من «مه» بمعنى : اكفف ، و «ما» الشّرطيّة؟ على قولين (٧).
ومنه بـ «أيّ» : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠].
__________________
وإنّك إذ ما تأب ما أنت آمر |
|
به لا تجد من أنت تأمر فاعلا |
والشاهد في قوله : «إذما» حيث جزمت فعلين وهما «تأت وتلف» بحذف الياء فيهما.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ١١ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٢٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٢١ ، شواهد الجرجاوي : ٢٤١ ، شرح ابن الناظم : ٦٩٥ ، شرح دحلان : ١٥٥ ، فتح البرية : ١ / ٢٢٤ ، شواهد العدوي : ٢٤١.
(١) فقال الجمهور إنها اسم بدليل عود الضمير عليها في قوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ.) وذهب السهيلي وابن يسعون وخطاب إلى أنها حرف.
انظر التصريح على التوضيح : ٢٤٨ ، الهمع : ٤ / ٣١٩ ، مغني اللبيب : ٤٣٥ ، النكت الحسان : ١٥١ ، المقتضب : ٢ / ٤٥ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٩٥ ، الجنى الداني : ٦٠٩ ، ٦١١ ، ٦١٢ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٤٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٤٧ ـ ٥٤٨.
(٢) في الأصل : الواو. ساقط.
٢٦٢ ـ من الطويل ، لزهير بن أبي سلمى ، من معلقته المشهورة في القصائد السبع (٢٨٩) ، التي أولها :
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم |
|
بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم |
ويروى : «وإن» بدل «ولو». والخليقة : الطبيعة. والشاهد في قوله : «ومهما» حيث جزمت فعلين ، هما «تكن وتعلم». انظر القصائد العشر : ١٩٨ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٩٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٠ ، جمل الزجاجي : ٢١٥ ، الحلل : ٢٨٨ ، مغني اللبيب (رقم) : ٦٠٤ ـ ٦١٤ ، الهمع (رقم) : ١١٣٢ ـ ١٢٩١ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٣٥ ـ ٧٤ ، شواهد المغني : ١ / ٣٨٦ ، ٢ / ٧٣٨ ، أبيات المغني : ٥ / ٣٢٧ ، الجنى الداني : ٦١٢ ، التنبيهات لعلي بن حمزة : ٢٤٩ ، النكت الحسان : ١٥١.
(٣) في الأصل : مؤكدة.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع الأشموني : ٤ / ١٢.
(٥) في الأصل : مؤكدة.
(٦) ذهب إلى الأول الخليل ، ونسبه الأشموني للبصريين ، واختاره الرضي قياسا على أخواتها ، وإلى الثاني ذهب الأخفش والزجاج والبغداديون. وقيل : إنها بسيطة ، وزنها «فعلى» وألفها إما للتأنيث ، وإما للإلحاق ، وزاد تنوينها للبناء ، واختاره أبو حيان. وقال السيوطي : أو هي «مه»